يدعون ركبانا، وأنزلوا «1» فلا يدعون ضيفانا، وجعلوا لهم من الضّريح أجنانا «2» ، ومن التراب أكفانا، ومن الرّفات جيرانا؛ فهم جيرة لا يجيبون داعيا ولا يمنعون ضيما، إن أخصبوا لم يفرحوا، أو أقحطوا لم يقنطوا؛ جميع أوحاد، وجيرة أبعاد، لا يزورون ولا يزارون «3» . فاحذروا ما حذّركم الله، وانتفعوا بمواعظه واعتصموا بحبله.
وفي خطبة «4» ليوسف بن عمر
: اتقوا الله عباد الله! فكم من مؤمّل أملا لا يبلغه، وجامع مالا لا يأكله، ومانع ما سوف يتركه، ولعله من باطل جمعه، ومن حقّ منعه، أصابه حراما ورّثه عدوّا، إحتمل إصره «5» وباء بوزره، وورد على ربّه آسفا لاهفا، قد خسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين.
وفي خطبة «6» للحجاج
: قال مالك بن دينار: سمعته على المنبر يقول: امرأ «7» زوّر عمله، امرأ حاسب نفسه، امرأ فكّر فيما يقرؤه في صحيفته ويراه في ميزانه، وامرأ كان عند