ودلج الليل، فإني لا أوتى بمدلج إلا سفكت دمه، وإيّاي ودعوى الجاهليّة، فإني لا أجد أحدا دعا بها إلّا قطعت لسانه. وقد أحدثتم أحداثا، وأحدثنا لكل ذنب عقوبة؛ فمن غرّق قوما غرّقته، ومن أحرق قوما أحرقته، ومن نقب بيتا نقبت عن قلبه، ومن نبش قبرا دفنته فيه حيّا؛ فكفّوا أيديكم وألسنتكم أكفّ عنكم.
وقد كانت بيني وبين أقوام منكم أشياء قد جعلتها دبر أذني وتحت قدمي، فمن كان محسنا فليزدد، ومن كان مسيئا فلينزع. إنّي لو علمت أنّ أحدكم قد قتله السّلّ من بغضي لم أكشف له قناعا ولم أهتك له سترا، حتى يبدي لي صفحته، فإذا فعل ذلك لم أناظره؛ فأعينوا على أنفسكم واتنفوا أمركم.
خطبة «1» للحجاج حين دخل البصرة
دخل وهو متقلّد سيفا متنكّب قوسا عربية، فعلا المنبر فقال: [وافر]
أنا ابن جلا وطلّاع الثّنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني «2»
إنّ أمير المؤمنين نكب «3» عيدانه بين يديه، فوجدني أمرّها عودا وأصلبها