مكسرا، فوجّهني إليكم. ألا فوالله لأعصبنّكم «1» عصب السّلمة، ولألحونّكم «2» لحو العود ولأضربنّكم ضرب غرائب الإبل «3» ، حتى تستقيم لي قناتكم، وحتى يقول القائل: انج، سعد، فقد قتل سعيد «4» . ألا وإياي وهذه الشّفعاء «5» والزّرافات، فإنّي أوتى بأحد من الجالسين في زرافة إلا ضربت عنقه. هكذا حدّثنيه أحمد بن سعيد عن أبي عبيد في كتاب غريب الحديث. وقال لي غيره:
هو إيّاي وهذه الشّفعاء والزّرافات. وقد فسّرت الحديث في كتابي المؤلّف في غريب الحديث.
خطبة «6» للحجاج أيضا
أرجف الناس بموت الحجّاج، فخطب فقال:
إنّ طائفة من أهل العراق، أهل الشقاق والنفاق، نزغ الشيطان بينهم، فقالوا: مات الحجاج ومات الحجاج! فمه! وهل يرجو الحجّاج الخير إلا بعد الموت! والله ما يسرّني ألّا أموت وأنّ لي الدنيا وما فيها! وما رأيت الله رضي بالتخليد إلا لأهون خلقه عليه إبليس. ولقد دعا الله العبد الصالح فقال: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي
«7» ، فأعطاه ذلك إلا البقاء.