أفعال الأمير مختارة كالأماني، متّصلة عندنا كالأيام؛ ونحن نختار الشكر لكريم فعله، ونواصل الدعاء والذكر مواصلة برّه.
أبدأ بذكر يدك التي أجارتني على صرف الزمان، ووقتني نوائب الأيام، وثمّرت لي بقية النعمة، وصانت وجهي عن استعباد منن الرجال، وبسطت لي الأمل في بلوغ ما ناله بك محن رفعت خسيسته ونوّهت بذكره، وأعانتني على اتباع مذهب الماضين من سلفي في الوفاء لكم، وحماية النعمة عليهم بكم عن أيدي غيركم، حتى خلصت لهم منكم فعزّوا، ولم يشغلوا شكرهم بغيركم حين شكروا، ولم يحتملوا صنيعة لسواكم لما اعتدّوا، ولم تتشعّبهم الدنيا عنكم إذا اضطرّوا.
إنّ الله أحلك منا أهل البيت محلّا نراك به عوضا من الغائب، وخلفا من الهالك، ونجدك مخصوصا بضّرائنا إذ كنت وليّ سرّائنا، وكنا لك كالجوارح نألم لكل ما ألم منها.
نحن نعوذ بالله من سخطك، ونستجير به من غضبك، ونسألك النظر فيما كتبنا به صادقين، كما سمعت قصص الكاذبين، فإنا على سلامة مما رقّوه «1» .
كتبي- أعزك الله- تأتيك، في الوقت بعد الوقت، على حسب الدواعي، وإن كان حقّك يلزمني ألّا تغبّك، لولا ما أتذكر من زيادتها في شغلك.
أنت الحامل لكل إخوانه، الناهض بأعباء أهل مودّته، الصابر على ما ناب من حقوقهم.