فقام رجل من عذرة يقال له يزيد بن المقنّع، واخترط «1» من سيفه شبرا، ثم قال: أمير المؤمنين هذا، وأشار إلى معاوية، فإن يهلك فهذا، وأشار إلى يزيد، فمن أبي فهذا، وأشار إلى سيفه. فقال معاوية: أنت سيّد الخطباء.
قال رجل من أهل الحجاز لابن شبرمة: من عندنا خرج العلم؛ قال ابن شبرمة: ثم لم يعد إليكم.
قال المدائنيّ: قال معاوية لابن عبّاس؛ أنتم، يا بني هاشم، تصابون في أبصاركم؛ فقال ابن عباس؛ وأنتم، يا بني أمية، تصابون في بصائركم.
وقال له معاوية: ما أبين الشّبق «2» في رجالكم! فقال: هو في نسائكم أبين.
أبو اليقظان قال: قال ابن ظبيان التّيميّ لزرعة بن ضمرة: لقد طلبتك يوم الأهواز ولو ظفرت بك لقطعت منك طابقا سخنا؛ قال: أفلا أدلّك على طابق هو أسخن وأحوج إلى القطع؟ قال: بلى! قال: بظر بين إسكتي «3» أمّك.
أبو اليقظان قال: بعث الحجّاج إلى الفضيل بن بزوان العدواني، وكان خيّرا من أهل الكوفة، فقال: إني أريد أن أولّيك، قال: أو يعفيني الأمير؟
فأبى وكتب عهده، فأخذه وخرج من عنده فرمى بالعهد وهرب، فأخذ به الحجّاج، فقال: يا عدوّ الله؛ فقال: لست لله ولا للأمير بعدوّ؛ قال: ألم أكرمك؟ قال: بل أردت أن تهينني؛ قال: ألم أستعملك؟ قال: بل أردت أن