فقال له: أتعرفه؟ وكان رمي عنده بريبة قال: نعم، إنّ له بيتا وشرفا وقدما، فخلّى سبيله فلما خرج قال له أصحابه: أعرفته؟ قال: لا، ولكني أعلم أنّ له بيتا يأوي إليه، وشرفه أذناه ومنكباه، وقدمه هي قدمه التي يمشي عليها.
المدائني قال: سئل الشعبيّ عن رجل، فقال: إنه لنافذ الطّعنة، ركين القعدة، يعني أنه خيّاط فأتوه فقالوا: غررتنا؛ فقال: ما فعلت! وإنه لكما وصفت.
المدائني قال: أتي العريان بن الهيثم بشابّ سكران، فقال له: من أنت؟ فقال «1» : [طويل]
أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قدره ... وإن نزلت يوما فسوف تعود
ترى الناس أفواجا إلى ضوء ناره ... فمنهم قيام حولها وقعود
فظنّ أنه من بعض أشراف الكوفة فخلّاه، ثم ندم على ألّا يكون سأله من هو، فقال لبعض الشّرط: سل عن هذا، فسأل، فقالوا: هو ابن بيّاع الباقلّي.
دخل حارثة بن بدر الغدانيّ على زياد، وكان حارثة صاحب شراب وبوجهه أثر، فقال له زياد: ما هذا الأثر بوجهك؟ فقال حارثة: أصلح الله الأمير، ركبت فرسا لي أشقر فحملني حتى صدم بين الحائط، فقال زياد: أما إنك لو ركبت الأشهب لم يصبك مكروه؛ عنى زياد اللبن، وعنى حارثة النبيذ.