وقال الأصمعيّ: إذا تظرّف العربيّ كثر كلامه، وإذا تظرّف الفارسيّ كثر سكوته.
قال حاتم طيء: إذا كان الشيء يكفيكه التّرك فاتركه.
قال عبد الله بن الحسن لابنه: استعن على الكلام بطول الفكر في المواطن التي تدعوك فيها نفسك إلى القول، فإنّ للقول ساعات يضرّ فيها الخطأ ولا ينفع فيها الصواب.
وقال إياس بن قتادة: [طويل]
تعاقب أيدينا ويحلم رأينا ... ونشتم بالأفعال لا بالتكلّم «1»
تكلم ابن السّمّاك يوما وجارية له تسمع كلامه، فلما دخل إليها قال:
كيف رأيت كلامي؟ قالت: ما أحسنه لولا أنّك تكثر ترداده! قال: أردّده حتّى يفهمه من لم يفهمه؛ قالت: إلى أن يفهمه من لم يفهمه قد ملّه من فهمه!.
قال عيسى بن مريم: من كان منطقه في غير ذكر فقد لغا، ومن كان نظره في غير اعتبار فقدسها، ومن كان صمته في غير فكر فقد لها.
كان العباس بن زفر لا يكلّم أحدا حتى تنبسط الشمس، فإذا انفتل «2» عن صلاته ضرب الأعناق وقطع الأيدي والأرجل. وكان جرير لا يتكلّم حتى تبزغ الشمس، فإذا بزغت قذف المحصنات.
قال قتادة: مكتوب في التّوراة: لا يعاد الحديث مرتين.
قال الزّهريّ: إعادة الحديث أشدّ من وقع الصّخر.