المال، لأنّ العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق. وقال: قيمة كلّ امرىء ما يحسن. ويقال إذا أرذل «1» الله عبدا حظر عليه العلم. وقال الشاعر: [طويل]
يعدّ رفيع القوم من كان عالما «2» ... وإن لم يكن في قومه بحسيب
وإن حلّ أرضا عاش فيها بعلمه ... وما «3» عالم في بلدة بغريب
قال بزرجمهر: ما ورّثت الآباء الأبناء شيئا أفضل من الأدب، لأنها تكتسب المال بالأدب وبالجهل تتلفه فتقعد عدما منهما. قال رجل لخالد بن صفوان: مالي إذا رأيتكم تتذاكرون الأخبار، وتتدارسون الآثار، وتتناشدون الأشعار، وقع عليّ النوم؟ قال: لأنّك حمار في مسلاخ»
إنسان.
خرج الوليد بن يزيد حاجّا ومعه عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر فكانا ببعض الطريق يلعبان بالشّطرنج فاستأذن عليه رجل من ثقيف فأذن له وستر الشّطرنج بمنديل، فلمّا دخل سلّم فسأله حاجته؛ فقال له الوليد: أقرأت القرآن؟ قال: لا، يا أمير المؤمنين! شغلتني عنه أمور وهنات، قال: أفتعرف الفقه؟ قال: لا، قال: أفرويت من الشّعر شيئا؟ قال: لا، قال: أفعلمت من أيام العرب شيئا؟ قال: لا، قال: فكشف المنديل عن الشّطرنج وقال:
شاهك، فقال له عبد الله بن معاوية: يا أمير المؤمنين! قال: اسكت فما معنا أحد.
وفي كتاب للهند: العالم إذا اغترب فمعه من علمه كاف، كالأسد معه