وحدّثني عن أبي معاوية عن حجّاج عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يخلص العبادة لله أربعين يوما إلّا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه» . وقرأت في حكم لقمان أنه قال لابنه: يا بنيّ، أغد عالما أو متعلّما أو مستمعا أو محبّا، ولا تكن الخامس فتهلك.
حدّثني محمد بن داود عن سويد بن سعيد عن إسماعيل عن ابن عيّاش عن معاذ ابن رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: «يحمل هذا العلم من كلّ خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين» .
وروى أبو خالد بن الأحمر عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق قال:
قال عليّ عليه السلام: كلمات لو رحّلتم المطيّ فيهنّ لا تصيبوهنّ قبل أن تدركوا مثلهن: لا يرجونّ عبد إلا ربّه، ولا يخافنّ إلا ذنبه، ولا يستحيي من لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحيي إذا سئل عمّا لا يعلم أن يقول: الله أعلم.
واعلموا أنّ منزلة الصبر من الإيمان كمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد، وإذا ذهب الصبر ذهب الإيمان. وكان يقول: من حقّ العالم عليك إذا أتيته أن تسلّم على القوم عامّة وتخصّه بالتحية، وأن تجلس قدّامه ولا تشير بيدك، ولا تغمز بعينك، ولا تقول قال فلان خلافا لقوله، ولا تغتاب عنده أحدا، ولا تسارّ في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه، ولا تلحّ عليه إذا كسل، ولا تغرض «1» من صحبته لك: فإنما هو بمنزلة النخلة لا يزال يسقط عليك منها شيء. وفيما قال عليّ عليه السلام: يا كميل «2» ، العلم خير من