في الحبس: [بسيط]
ما يدخل السجن إنسان فتسأله ... ما بال سجنك إلّا قال مظلوم «1»
وقال بعض المحدثين: [منسرح]
إن الليالي التي شغفت بها ... غيّبها الدهر في تقلّبه
لله أمري ما ملت قطّ إلى ... شيء بقلبي إلّا فجعت به
عرفت حظّي من الزمان فلا ... ألوم خلقا على تجنّبه
وكلّ سهم أعددته وقفت ... به الليالي حتى زميت به
وحكي أن عبد الملك بن مروان أتوه برجل من الخوارج فأراد قتله، فأدخل على عبد الملك ابن له صغير وهو يبكي؛ فقال الخارجيّ: دعه يا عبد الملك، فإن ذلك أرحب لشدقه، وأصحّ لدماغه، وأذهب لصوته، وأجرى ألّا تأبى عليه عينه إذا حفزته طاعة الله فاستدعى عبرتها؛ فأعجب عبد الملك بقوله وقال له متعجّبا: أما يشغلك ما أنت فيه عن هذا؟ فقال: ما ينبغي أن يشغل المؤمن عن قول الحق شيء؛ فأمر عبد الملك بحبسه، وصفح عن قتله.