القسمة، وإمارتنا غلبة بعد المشورة؛ وعهدنا ميراثا بعد الاختيار للأمة، واشتريت الملاهي والمعازف بسهم اليتيم والأرملة؛ وحكم في أبشار «1» المسلمين أهل الذّمة وتولّى القيام بأمورهم فاسق كلّ محلّة. اللهمّ وقد استحصد زرع الباطل، وبلغ نهيته، واستجمع طريده، اللهم فافتح له من الحق يدا حاصدة تبدّد شمله، وتفرّق نامّته «2» ليظهر الحقّ في أحسن صوره، وأتمّ نوره. والسلام.
وقيل «3» : كانوا يتوقّون ظلم السلطان إذا دخلوا عليه بأن يقولوا هذا الدعاء: «باسم الله، إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا
اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ
أخذت سمعك وبصرك بسمع الله وبصره، وأخذت قوّتك بقوّة الله، بيني وبينك ستر النبوة الذي كانت الأنبياء تستتر به من سطوات الفراعنة؛ جبريل عن يمينك، وميكائيل عن شمالك، ومحمد أمامك، والله مطلّ عليك يحجزك مني ويمنعني منك. والسلام» .
وكتب عمر بن عبد العزيز إلى بعض عمّاله: «أما بعد، فإذا دعتك قدرتك على الناس إلى ظلمهم، فاذكر قدرة الله عليك ونفاد ما تأتي إليهم، وبقاء ما يأتون إليك. والسلام» .
وقدم رجل من بعض النواحي فقيل له: كيف تركت الناس؟ قال:
مظلوما لا ينتصر، وظالما لا ينتهر. والسلام.