نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 967
وقلما تصحّ مغالطات أهل العقول، عند أهل التحصيل، وما أحسن ما قال الطائى:
لعب الشيب بالمفارق، بل جدّ ... فأبكى تماضرا ولعوبا «1»
يا نسيب الثّغام ذنبك أبقى ... حسناتى عند الحسان ذنوبا «2»
لو رأى الله أنّ فى الشيب فضلا ... جاورته الأبرار فى الخلد شيبا
وقد جاء فى التشاغل عن الدهر وأحداثه، ونكباته، ومصائبه، وفجعاته، والتسلى عن الهموم، بماء الكروم، شعر كثير؛ فمما يتعلّق منه بذكر الشيب قول ابن الرومى:
سأعرض عمّن أعرض الدهر دونه ... وأشربها صرفا وإن لام لوّم
فإنى رأيت الكأس أكرم خلّة ... وفت لى ورأسى بالمشيب معمّم
وصلت فلم تبخل علىّ بوصلها ... وقد بخلت بالوصل عنى تكتم «3»
ومن صارم اللذات إن خان بعضها ... ليرغم دهرا ساءه فهو أرغم
أمن بعد مثوى المرء فى بطن أمه ... إلى ضيق مثواه من القبر يسلم
ولم يبق بين الضيق والضيق فرجة ... أبى الله! إنّ الله بالعبد أرحم!
وقال العطوى:
أعجبتنّ إن أناخ بى الدهر ... فحاكمته إلى الأقداح
لا تردّ الهموم ينشبن أظفا ... را حدادا بشرب ماء قراح
أحمد الله، صارت الكأس تأسو ... دون إخوانى الثقات جراحى
وقال ابن الرومى [ونحله بشارا] :
وقد كنت ذا حال أطيل ادّكارها ... وإرعاءها قلبى لأهتز معجبا «4»
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 967