نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1137
وترجعنى إليك- وإن نأت بى ... ديارى عنك- تجربة الرجال
وأنشد أبو العباس محمد بن يزيد المبرد للبحترى:
أخ لك عاداه الزمان فأصبحت ... مذممة فيما لديه المطالب
متى ما تذوّقه التجارب صاحبا ... من الناس تردده إليك التجارب
وأنشد:
حياة أبى العباس زين لقومه ... لكلّ امرئ قاسى الأمور وجرّبا
ونعتب أحيانا عليه ولو مضى ... لكنّا على الباقى من الناس أعتبا «1»
قال الصولى: جرى ذكر المكتفى بحضرة الراضى فأطريته وأكثرت الثناء عليه، فقال لى: يا صولى؛ كنت أنشدتنى لجرير:
أسليك عن زيد لتسلى، وقد أرى ... بعينيك من زيد قذى ليس يبرح
فقلت: يا أمير المؤمنين، من شكر القليل كان للكثير أشدّ شكرا، وأعظم ذكرا، قال: فأين أنا لك من المكتفى؟ فأنشدته للطائى:
كم من وساع الجود عندى والنّدى ... لمّا جرى وجريت كان قطوفا «2»
أحسنتما صفدى، ولكن كنت لى ... مثل الربيع حيا وكان خريفا
وكلا كما اقتعد العلا فركبتها ... فى الذّروة العليا وجاء رديفا «3»
إن غاض ماء المزن فضت، وإن قست ... كبد الزمان علىّ كنت رءوفا
وكان المكتفى أول من نادمه الصولى، واختلط به.
ولم يل الخلافة أحد اسمه علىّ إلا علىّ بن أبى طالب رضى الله تعالى عنه، وعلىّ بن المعتضد المكتفى بالله، وكان سبب اتصاله به وانقطاعه إليه أنّ رجلا يعرف بمحمد بن أحمد الماوردى نزع إلى المكتفى بالرّفة، وكان ألعب الناس
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1137