نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1046
[تكاليف المجد]
فصل لأبى العباس بن المعتز لن تكسب- أعزك الله- المحامد، وتستوجب الشرف، إلا بالحمل على النفس والجال «1» ، والنهوض بحمل الأثقال، وبذل الجاه والمال، ولو كانت المكارم تنال بغير مئونة لاشترك فيها السّفل والأحرار، وتساهمها الوضعاء مع ذوى الأخطار؛ ولكنّ الله تعالى خصّ الكرماء الذين جعلهم أهلها، فخفّف عليهم حملها، وسوّغهم فضلها، وحظرها على السّفلة لصغر أقدارهم عنها، وبعد طباعهم منها، ونفورها عنهم، واقشعرارها منهم.
[وقال أبو الطيب المتنبى:
لولا المشقّة ساد الناس كلّهم ... الجود يفقر والإقدام قتّال]
وقال الطائى:
والحمد شهد لا يرى مشتاره ... يجنيه إلّا من نقيع الحنظل «2»
شرّ لحامله، ويحسبه الّذى ... لم يؤذ عاتقه خفيف المحمل
أخذه الطائى من قول مسلم بن الوليد، وقيل غيره:
الجود أخشن مسّا يا بنى مطر ... من أن تبزّكموه كفّ مستلب
ما أعلم الناس أنّ الجود مدفعة ... للذّمّ لكنّه يأتى على النّشب «3»
وقال بعض الأجواد: إنا لنجد كما يجد البخلاء، ولكنّا نصبر ولا يصبرون.
[احتمال الغضب]
وقال الجاحظ: قيل لأبى عبّاد وزير المأمون، وكان أسرع الناس غضبا:
إنّ لقمان الحكيم قال لابنه: ما الحمل الثقيل؟ قال: الغضب. قال أبو عباد:
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : الحُصري القيرواني جلد : 4 صفحه : 1046