responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 534
من مخاطباتكم الْبرة أزهار الْبَيَان، من فَوق الأوراق، ونقتني من أنفاسها إثمد الأحداق، ونثني بِمَا خولكم الله تَعَالَى من الْمجد الَّذِي أحرزتموه بِالِاسْتِحْقَاقِ، وجريتم فِيهِ جرى الْجِيَاد على الأعراق. وَإِلَى هَذَا أيدكم الله بالنصر على أعدائه، وعرفكم عوارف الْعِنَايَة الإلهية فِي مختم كل أَمر وابتدائه. فإننا ورد علينا كتابكُمْ السافرة عَن محيا الدّين فصوله، الْقَائِمَة على كريم الْعَهْد أُصُوله، النَّاطِق بِلِسَان الْفضل الْمُبين محصوله، اجتنينا مِنْهُ رَوْضَة نمت صوادح الْبر بأفنانها، وحلة نم طيب الخلوص من أردائها، تعرفُون بِمَا كَانَ من وجهتكم الَّتِي اتخذتم فِيهَا الحزم طَرِيقا، والعزم مصاحبا ورفيقا، والتوكل على الله سُبْحَانَهُ قبيلا وفريقا، وَإِن ركابكم لم يلو على من تلوم، وطرق عزمكم مَا اغضى وَلَا هوم. فَلم تقفكم الأطواد، وَقد سمت صياصيها [وشابت بالثلج نَوَاصِيهَا، حَتَّى ألحقتم أدانيها بأقاصيها، وحللتم بسجلماسة، حُلُول الإصراخ والبدار، والمعاجلة المسقطة للأعذار، وطلعتم بآفاقها طُلُوع النَّهَار، وأعدتموها إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ من التَّمْهِيد والقرار، ووفد بهَا عَلَيْكُم من سميتم من الْأَشْيَاخ الْكِبَار، ووجوه الْقَبَائِل الْأَحْرَار، على اخْتِلَاف الصِّفَات، وتباين الأقدار، وَأَنَّهُمْ وردوا من قبولكم على أعذب المشارب، وشملهم صفح مقامكم الرفيع الْجَانِب، وانتظموا فِيمَن حف بكم من الجيوش والكتائب، وَأَنْتُم صرفتم إِلَى الأحواز المراكشية صُدُور الركائب، وشرعتم فِي صلَة الْعَزْم الدائب. واستوفينا مَا قَرَّرَهُ مقامكم الْأَعْلَى بِمُقْتَضى الود الْكَرِيم الْوَاضِح الْمذَاهب، ورأينا أَن الَّذِي يحمل أخوتكم

نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 534
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست