responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 370
وَالْآخِرَة. وَالْملك وَالْحَمْد لله لم يبرح عَن مَحَله، وَلَا انْتقل عَن أَهله، وَلَا تقلص مديد ظله. إِنَّمَا هِيَ نصبة سعيدة لم تخْتَلف أَحْكَامهَا على إِعَادَة تعديلها، وَنسبَة كَرِيمَة لم تَتَغَيَّر مَعَ تبديلها، وأسود لم تزل عَن غيلها، وجياد تجْرِي على أعراق قبيلها. وَلما رَأينَا أَن هَذَا الطاغية أهلكه الله قد جمح فِي ميدان المطامع هولا، وَأظْهر مَا من الْغدر نَوَاه، وحلت المطامع عُرْوَة عقده، وخاصمناه إِلَى حكم الوفا فَلم يرجع فِي اللدد عَن قَصده، وَطلب منا أَن نُقِيم على مَا يخص الْبِلَاد الَّتِي لنظرنا من عُمُوم عَهده، ويتفرغ هُوَ إِلَى مَا سوى ذَلِك بأقصى جهده، وكلنَا أمورنا إِلَى الله وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير، ولجأنا إِلَى التَّوَكُّل عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ، نعم الْمولى وَنعم النصير، ووثقنا بمصارخة ملككم الَّذِي لَهُ الصيت الْبعيد، وَالذكر الشهير، وأمرنا بِإِطْلَاق الغارات على جَمِيع مَا يلينا من بِلَاده، وَجَعَلنَا يَد الْإِسْلَام وَاحِدَة، على دفاعه وجلاده، حَتَّى تقضى الْفُرُوض المتعينة، وَيحيى من حَيّ عَن بَيِّنَة، وَنَرْجُو الله أَن يخيب صَفْقَة هَذَا الناكث الغادر، وَيرد عَلَيْهِ أَسْوَأ الدواير. وخاطبنا مقامكم، الَّذِي هُوَ بعد الله الْعدة الْعُظْمَى، والملجأ الأحمى، نشرح لَهُ أَحْوَال هَذِه الْبِلَاد المتمسكة بأسبابكم المنسوبة إِلَى جنابكم، لتحاولوا علاج دائها، ودفاع أعدائها، ونطلب من ملككم، الَّذِي حَاز فِي الْمَعَالِي الأمد، أَن يعجل إِلَيْهَا الحامية والمدد، وَالْمَال الَّذِي يعدل فِي جبرها الْعدَد، وَالْقُوَّة الَّتِي تضعف عدوها، والرفد الَّذِي تبلغ بِهِ مرجوها، ويمتعض لحرمتها، ويرعى مَا سلف من أذمتها، ويتداركها بالعزائم الَّتِي تمهد راجفها، وتومن خائفها، والمكارم الَّتِي تجبر قلوبها، والصوارم الَّتِي ترد منصوبها، فَمَا أملت إِلَّا حمى ذَلِك الْملك، وَلَا اعتمدت إِلَّا خلاله، وَلَا عرفت فِي الْقَدِيم والْحَدِيث، إِلَّا جيوشه وأمواله، حَتَّى تعود لأحسن أحوالها، وتستأنف الْحَيَاة رمم آمالها، وتسفر عَن وَجه جمَالهَا، وترفل

نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 370
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست