responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 369
وأطفا مصباحه، جهلا مِنْهُ أماتة الله واغترارا، وعتوا فِي الأَرْض واستكبارا، وظنا أَن حَبل الْإِسْلَام قد دهى بانبتاته، وشمله قد رمى بشتاته، وَحقّ الدّين قد أغفل رعى متاته، وَأَن ذَلِك الْملك لَا ينجد هَذَا الْقطر فِي الشدائد بعزماته، وَلَا عَلَيْهِ مَا اعتاده من تفريج كربه وَرفع أزماته. وَمَا كَانَ ذَلِك الْمقَام لينسي الْبعيد من بِلَاده بالقريب، وَيسْتَقْبل بالأمل المتعاهد مِنْهَا عَن الْغَرِيب، وصراخه يتَّصل بهَا على بعد المدا، ومنابرها تستجير بهَا من صرف الردا، وبهتان العدا، يَأْبَى الله ذَلِك، وَالْحمية الدِّينِيَّة، والمملكة المرينية، والجنود المجندة، والصفائح المهندة، والجياد الصاهلة، والمعاهد الآهلة، والمراكب الهائلة، والرماح المتمايلة، والأساطيل السابحة، والمتاجر الرابحة، وَالْأَمْوَال الَّتِي لمثل هَذَا الْغَرَض تدخر وتقتنى، والمعالي الَّتِي على مثل هَذِه الدعائم يجب أَن تبتنى، والهمم الَّتِي لَا ترْضى بنعيم أهل الدُّنْيَا، مَا لم تكن كلمة الله هِيَ الْعليا. وَلم يعلم أَن الْإِسْلَام لَو طرقته داهية الْكفْر بِبَعْض أقطاره النازحة وآفاقه، أَو كلب عَلَيْهَا الصَّلِيب بأقصى شامه أَو عرافه، لهزه إِلَى استصراخ الْبِلَاد المغربية الْقَصْد الأول، وَكَانَ لَهُ على نَصره من بهَا الْمُسلمين الْمعول، لما عرفُوا بِهِ من الحمية، والنفوس الأبية، والهمم الَّتِي لَا ترْضى بالدنية، فَكيف بِهَذَا الْقطر، الَّذِي جنَاح ملككم عَلَيْهِ مَمْدُود، وتاج فخركم بِالْجِهَادِ بِهِ مَعْقُود، وغزوكم على أعدائه مَقْصُور، وبابكم بآماله مَقْصُود، لم يستروح نسيم الْفرج على توالي الْحجَج إِلَّا من مهبات نصركم العاطرة، وَلَا سَام بارقة السقيا إِلَّا من خلل سحائبكم الماطرة، وَلَا اختال إِلَّا فِي حلل صنائعكم الفاخرة، وَلَا تقلد إِلَّا دُرَر مكارمكم النافقة، فِي متاجر الدُّنْيَا

نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 369
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست