responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 246
شَأْنه، ونؤمل من ظهوركم على أَعدَاء الله يَوْمًا يرتقب زَمَانه، ونثنى عَلَيْكُم ثَنَاء الرَّوْض باكره من الْقطر هتانه. وَإِلَى هَذَا وصل الله سعدكم، وحرس مجدكم، فَإنَّا ورد علينا كتابكُمْ، الَّذِي صفر التَّعْرِيف بالظفر وأكده، وعضد إخاءه وأيده، تركت ظهر الشَّيْخ خائضا لجته، ويصدع أحشاءه مستهديا محجته. فاستجلينا غرَّة الْبَيَان الْحر، وَقُلْنَا عَادَة الْبَحْر أَن يقذف بالدر، أَي كتاب وَسعه الْخطاب الْفَصْل ووشاه، وزائر لَا يسْعد الله ممساه. جددنا الْعَهْد بِسَمَاع فصوله، وَالشُّكْر لصلته وموصوله، وروينا حَدِيث النَّصْر مُتَّفقا على اخْتِلَاف الطّرق، وقابلنا نُسْخَة الغرب بنسخة الشرق، وَقُلْنَا هَذَا أصل فِي بَحر، وَإِلَى مثله ترد النّسخ العتيقة، وَبِه تحصل الْوَثِيقَة، وأثنينا على مجادتكم الَّتِي لم تقتصر فِي تعريفنا على خبر وَاحِد، وَلَا وثقت فِيهِ بِأول وَافد، حذرا مِمَّا يعْتَرض برد الرسائل من غوائل الطّرق وطوق الغوائل. فثابرت على تَحْصِيل هَذَا الْغَرَض حَتَّى حصل وَصَحب كل وَاحِد مِنْهَا خَبِير سعدكم فَسلم وَوصل، فتقرر مَا سناه الله لملككم من إعزاز المملكة، وتورط عَدوكُمْ فِي هفوة الردى ومهواة الهلكة، وَالْفَتْح الَّذِي قَامَ بِحِسَاب الْفتُوح مقَام الفذلكة، وأرمق قُلُوبكُمْ، كَمَا تناولت عزماتكم طرده وَعَكسه، وقارعت خصماء نفوسكم نَفسه، وَجَرت عَلَيْهِ جيوشكم الجرارة ذيول الهزائم، وأذكت عَلَيْهِ سعودكم عُيُون الزَّمن النَّائِم، فَرَأَوْا عقبان الْخَيل فِي أَعْقَابهم، وعيون النُّجُوم تَأْخُذ المراقب فِي ارتقابهم، وراموا التنكر فعرفوا، وَاسْتظْهر عَلَيْهِم سعدكم بِالْعَدْلِ والعلمية فصرفوا، وَقد وَكلهمْ النَّدَم بعض الأباهم، وعوضهم الْقَهْر من امتطاء الأداهم، وأصبحت

نام کتاب : ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب نویسنده : لسان الدين بن الخطيب    جلد : 1  صفحه : 246
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست