responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ديوان المعاني نویسنده : العسكري، أبو هلال    جلد : 1  صفحه : 86
وقرأت لقابوس بن وشمكير الختلي رسالة في الافتخار والعتاب ليس لها نظير في علوها وإفراطها وهي: الإنسان خلق ألوفا وطبع عطوفا فما بال الاصبهذ لا يحيل عوده ولا يرجى عوده ولا يحال لفيئه مخيلة ولا تحال عن تنكره محلية أمن صخر تدمر قلبه فليس يلينه العتاب أم من الحديد جانبه فلا يميله الاعتاب أخلق من صفاقة الدهر حجر نبوه فقد نبا عليه غرب كل حجاج أو من قساوته إباء مزاج إبائه فقد أبى على كل علاج ما هذا الاختيار الذي يعد الوهم فهما وهذا التمييز الذي يحسب الجهل علما وهذا الرأي الذي يزين له قبح العقوق ويمقت إليه رعاية الحقوق وما هذا الإعراض الذي صار ضربة لازب والنسيان الذي أنساه كل واجب أين الطبع الذي هو للصدور صدود وللتألف ألوف ودود وأين الخلق الذي هو في وجه الدنيا البشر وفي مبسمها الثنايا الغر وأين الحياء الذي يجلى به الكرم وتحلى بمحاسنه الشيم كيف يزهد فيمن ملك عنان الدهر فهو طوع قيادة وتبع مراده ينتظر أمره ليمتثل ويرتقب نهيه ليعتزل وكيف يهجر من تضاءلت الأرض تحت قدمه فصارت له في الانقياد كبعض خدمه إذا رأت منه هشاشة أعشبت وإن أحست منه بجفوة أجدبت وكيف يستغنى عمن خيله العزمات والأوهام وأنصاره الليالي والأيام من هرب منه أدركه بمكائدها ومن طلبه وجده في مراصدها وكيف يعرض عمن تعرض رفاهة العيش بإعراضه وتنقبض الأرزاق بانقباضه وأضاء نجم الاقبال إذا أقبل وأهل هلال المجد إذا تهلل وكيف يزهى على من تحقر في عينه الدنيا وترى تحته السماء العليا وقد ركب عنق الفلك واستوى على ذات الحبك فتبرجت له البروج وتكوكبت لعبادته الكواكب واستجارت بعزته المجرة وآثرت لمحاسنه أوضاح الثريا بل كيف يهون من لو شاء عقد الهواء وجسم الهباء وفصل تراكيب الأشياء وألف بين النار والماء وأخمد ضياء الشمس والقمر وكفاهما عناء السير

نام کتاب : ديوان المعاني نویسنده : العسكري، أبو هلال    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست