responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 89
وقوله: "من الطويل":
وفيهم مقامات حسان وجوههم ... وأندية ينتابها القول والفعل
وإن جئتهم ألفيت حول بيوتهم ... مجالس قد يشفى بأحلامها الجهل
على مكثريهم حق من يعتريهم ... وعند المقلين السماحة والبذل
وكل بيت من هذه الأبيات يصف فضيلة من الفضائل الكبيرة، وسوق مثلها يحتاج إلى توكيد، وتقرير حتى تأنس بها النفوس، ولكن الشاعر سلك طريقا آخر، فخيل بذلك أن الذين يسمعون هذه الخلائق منسوبة إلى هؤلاء الأقوام لا يستكثرونها، وذلك لما عرف عنهم من أنهم مظنة لكل فضيلة من فضائل الجود والشجاعة، والحكمة والعزم، وكأن الشاعر يقول فيهم ما يعرفه الناس عنهم، والمتنبي يقول لسيف الدولة في أمر بني كلاب: "من الوافر"
وتملك أنفس الثقلين طرا
... فكيف تحوز أنفسها كلاب؟
فيعبر عن ملك سيف الدولة لأرواح الإنس، والجن بهذا الأسلوب المرسل من التوكيد، فيوهم أنها حقيقة مقررة لا ينكرها أحد، فيكف يسوقها في صيغة التوكيد؟
وقوله الحطيئة: "من الطويل"
تزور فتى يعطي على الحمد ماله ... ومن يعط أثمان المحامد يحمد
كسوب ومتلاف، إذا ما سألته ... تهلل واهتز اهتزاز المهند
متى تأته تعشوا إلى ضوء ناره ... تجد خير نار عندها خير موقد
البيت الأخير يجعل الممدوح خير أهل الأرض من غير تقرير واهتمام، وهذا كثير جدا.
وقد ينزل غير المنكر منزلة المنكر إذا بدأ عليه شيء من أمارات الإنكار، فيخاطب بأسلوب التوكيد في الأمر الذي لا ينكره، والبلاغيون يذكرون في ذلك قول حجل بن نضلة الباهلي: "من السريع"

نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 89
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست