responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 88
وقوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ} [1]، وقوله: {قُلْ هُوَ رَبِّي} [2]، وقوله: {اللَّهُ رَبُّنَا} [3] إلى آخر هذه القضايا التي دار حولها النظر وجهدت فيها العقول، وأنكرها المنكرون، القرآن يسوقها كما ترى ولها في هذا المساق سلطان غالب عند من يحسنون الإصغاء إلى الكلمة، والبلاغيون يذكرون من أمثلة هذا الوجه قولك لمن ينكر الإسلام: الإسلام حق، من غير توكيد؛ لأنك ترفض إنكاره حيث لم يكن له دليل عليه؛ ولأن بين يديه من الأدلة، ما إن تأملها رجع عن هذا الإنكار، وهذا من الكالم الحلو ويذكرون أيضا قوله تعالى: {لَا رَيْبَ فِيهِ} [4]؛ لأن هذه الحقيقة -أعين نفي الريب عن كتاب الله- ينكرها كثير من المعاندين، ولكن القرآن لم يعتبر هذا الإنكار، وحين تفتح المصحف تجد مثل هذا الأسلوب يكثر في كتاب الله كثيرًا، ولست في حاجة إلى ذكر شواهد منه أكثر من ذلك، وعليك أن تتأمل، ورحم الله شيوخنا الذين كانوا يقولون: إنهم لا يعلمون طلابهم، وإنما يعلمونهم كيف يتعلمون، ويذكرون الشاهد، ثم يقولون وعلى ذلك فقس.
ويقرب من هذا في الشعر هذا الأساليب التي تصوغ الحقائق الضخمة صياغة خالية من التوكيد والاحتفال، تجدها تنفذ إلى القلوب نفاذا ربما لم يتهيأ لها إذا كانت في أسلوب التوكيد والتقرير، وكان زهير بارعًا في هذا الباب، انظر قوله: "من الطويل"
تراه إذا ما جئته متهللا ... كأنك تعطيه الذي أنت سائله
أخي ثقة لا تهلك الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله
بكرت عليه غدوة فرأيته ... قعودا لديه بالصريم عواذله
يفدينه طورا وطورا يلمنه ... وأعيا فما يدرين أين مخاتله

[1] الفتح: 29.
[2] الرعد: 30.
[3] الشورى: 15.
[4] البقرة: 2.
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست