responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 337
الظمأ في نهار رمضان من حقه أن يقول: إن غربت الشمس روينا، وهو بهذه الأداة يشعرنا بثقل مرور الساعات الظامئة حتى كأنه لا يرى لها آخرًا، ولا تبالغ في قياس الدلالات اللغوية على الواقع، والحكم عليها من خلاله؛ لأن للغة خلقا آخر هو الخق اللغوي، وله كوائنه ومقاييسه ومنطقه، واقرأ من الشعر ما شئت لترى هذا.
ومما جاء فيه الماضي لفظا مع إن لسر بلاغي قوله تعالى: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا} [1]، والأصل إن يردن ولكنه آثر التعبير بلفظ الماضي لما عرفت من أن الطالب لأمر يكثر تصوره إياه، حتى يخيل إليه غير الواقع واقعا، وقد جاء القرآن على طريقة القوم في كلامهم، وخاطبهم بما يخاطبون به أنفسهم، فآثر الماضي على المضارع لإظهار الرغبة في وقوع إرادة التحصين من الفتيات، واختار كلمة إن دون إذا للإشعار بندرة إرادة التحصن بينهن، وأن الكثيرات كن يفعلن ذلك عن طواعية ورغبة منهن، وأن ما وجد من الرفض، والإباء كان من يحز الشاذ النادر، والمراد بالفتيات الإماء، أما فائدة تعليق النهي عن الإكراه على إرادة التحصن، المشعر بأن الإماء إذا أردن البغاء فلا نهي، فقد قال فيه ابن المنير صاحب حاشية الانتصاف -وله لفتات في الأساليب جديرة بأن تدرس- قال: "إن فائدة هذا الشرط -والله أعلم- أن يبشع عند الغاصب الوقوع فيه؛ لكي يتيقظ أنه كان ينبغي له أن يأنف من هذه الرذيلة، وإن لم يكن زاجر شرعي، ووجه التبشيع أن مضمون الآية النداء عليه بأن أمته خير منه؛ لأنها آثرت التحصن على الفاحشة، وهو يأبى إلا إكراها عليه، ولو أبرزت مكنون هذا المعنى لم يقع الزاجر من النفس موقعه".
ومما هو من هذا الباب ما ذكره الزمخشري في قوله تعالى:

[1] النور: 33.
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 337
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست