نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 333
وقد ناقش العلامة سعد الدين استعمال "إن" في المجالات المفروضة، وحرر ما يمكن أن يرد عليه من اعتراضات، وعبارته:
"لا يقال: المستعمل في فرض المحالات ينبغي أن يكون كلمة -لو- كما في قوله تعالى: {وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} [1]، يعني الأصنام دون -إن- لما مر من أن -إن- يشترط فيها عدم الجزم بوقوع الشرط أو لا وقوعه، والمحال مقطوع بلا وقوعه، فلا يقال: إن طار الإنسان كان كذا بل يقال: لو طار؛ لأنا نقول: إن المحال في هذا المقام ينزل منزلة ما لا قطع بعدمه على سبيل المساهلة، وإرخاء العنان لقصد التبكيت، فمن هنا يصح استعمال إن فيه كما ذكره صاحب الكشاف في قوله -تعالى: {فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا} [2]، أنه من باب التبكيت؛ لأن دين الحق واحد لا يوجد له مثل، فجيء بكلمة الشك على سبيل الفرض، والتقدير أي إن حصلوا دينا آخر مساويًا لدينكم في الصحة والسداد فقد اهتدوا، وفي قوله تعالى: {إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ} [3]، أي إن كان حقا فعاقبنا على إنكاره، والمرد نفي حقيقته، وتعليق العذاب بكونه حقا مع اعتقاد أنه باطل تعليق بالمحال، ومنه قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} [4]، انتهى كلامه وهو كلام شريف بحرص على تحصيله من ينشط لمعرفة الحقائق، كما يقول شيوخنا رحمهم الله.
ومما جاء على طريقة قوله: {أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} ، قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا} [5]، والقوم في ريب قطعا، والمغزى هو توبيخهم على الريب، والإشارة إلى أن المقام يشتمل على ما يقلعه [1] فاطر: 14. [2] البقرة: 137. [3] الأنفال: 32. [4] الزخرف: 81. [5] البقرة: 23.
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى جلد : 1 صفحه : 333