responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 130
أطلق على السمة في عرض العنق من أطلاق المحل على الحال، وصار كأنه حقيقة فيما هو مجاز فيه، والملاغم الأشداق وما حولها، قالوا: زبده على ملاغمه، ثم أطلق على الزبد الذي يكون فوق الأشداق في مثل قولهم: رمى البعير بلغامه، وقد تلغمت المرأة بالطيب أي طيبت فمها، والمخبوطة في الملاغم أي الموسومة في الأشداق.
يقول الفرزدق: إن إبلنا حين ترد الماء لتشرب لا يمنعها أحد، وهي غير موسومة بعلامة؛ لأن ذكر أصحابها قد ملأ الأسماع، والشاهد في قوله: سقاها خروق حيث أسند السقي إلى الخروق، وقالوا: كنى عن الشهرة بالخروق في المسامع، وكأن الذكر الجهير والصيت الذائع لنفاذه، وبلوغه قد خرق الأسماع، وقد يكون توجيه العبارة غير هذا الذي قالوه؛ لأن خروق المسامع يراد بها في كلامهم مجاري الصوت في الأذن، قالوا: جرى حديثهم في خروق المسامع أي سمعهم الناس، ومنه: "من الطويل"
وكيف ترى ليلى بعين ترى بها ... سواها وما طهرتها بالمدامع
وتلتذ منها بالحديث وقد جرى ... حديث سواها في خروق المسامع
أي وقد جرى حديث سواها في أذنك.
والمراد بخروق المسامع في بيت الفرزدق ليس هو مجاري الصوت، وإنما الصوت نفسه أي الذكر وبعد الصيت، وأطلق خروق المسامع أي مجاري الصوت على الصوت، أي الذكر كما يطلق المحل على الحال، والشاهد كما قلت: هو أن هذه الإبل سقتها الخروق أي سقاها الذكر، والصيت وأفسح الناس لها الطريق لما يعرفون من قوة أصحابها ومنعتهم، والذي سقاها حقيقة هم الناس بسبب ما يسمعون، ولكن هذا التجوز وضح السبب، وأبرزه حين خيل أنه هو الذي سقى الإبل.
ومن هذا الضرب الذي يقع في التجوز في الإسناد، والمسند إليه قولك: أقلقتني بنات الليل، وبنات الليل تقع في كلامهم كناية عن الهموم، والأحزان كما يذكرون بنات الدهر، ويريدون الشدائد، والبلايا.

نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست