responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 129
وفاعليتها في النفوس كأنها هي التي فعلت زيادة الإيمان، فالمراد توضيح أهمية الآيات وفاعليتها.
ومنه قوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} [1]، والأرض لا تخرج وإنما يخرج الله منها أثقالها، فهي مكان الفعل وليست فاعلة، وفي هذا الإسناد تخييل محرك ومثير، فأنت ترى الأرض فاعلة جاهدة تخرج أثقالها، وهذه الإضافة في قوله: أثقالها تشعر بأنها أثقال هائلة جسام؛ من حيث كانت أثقال هذا الكوكب الهائل الضخم الذي حمل الجبال، والبحار وثقلاء الناس، والمقام مقام ذكر الساعة وما فيها من ذهول وفزع، وتصور الأرض وهي جاهدة تخرج الأثقال في هذا الوقت الفزع واقع أحسن موقع، ثم فيه إشارة إلى أنها لا تبقى في باطنها شيئا؛ لأنها تقذف بنفسها كل ما انطوى في طياتها.
ومنه قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ} [2]، فقد أسند أقلت إلى ضمير الرياح، والرياح لا تحمل وإنما القدرة التي تسخر الرياح، وهذا المجاز يريك الرياح، وقد حملت ثقال السحاب وناءت بها، وكأنها أثقلتها وأعجزتها، فجاء فعل السوق مسندا إلى الذات القادرة على حركة الريح، فساقته بأحماله الثقال.
وقد تجد في الجملة التي بنيت على التجوز في الإسناد مجازًا لغويًّا في أحد طرفيها، ومما جاء المسند إليه فيها على طريق المجاز قول الفرزدق يذكر قومه، وإبلهم المههملة في الصحراء اتكالًا على ذكرهم: "من الطويل".
سقاها خروق في المسامع لم تكن ... علاطا ولا مخبوطة في الملاغم
والعلاط صفحة العنق، قالوا: ما ملح علاطيها أي صفحتي عنقها، ثم

[1] الزلزلة: 2.
[2] الأعراف: 57.
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست