responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 126
ومحاسنها، ولطائفها كل ذلك في خلق الصور اللغوية التي يدلك عبد القاهر عليها في الفرق بين الكلامين الشعر، والكلام الغث المغسول.
وقد ألمع العلامة ابن جني إلى أصل هذا الشرح الممتاز حين قال معلقا على هذا البيت: "الأحسن في هذا أن يقال: كأنها خلقت من الإقبال والإدبار، لا على أن يكون من باب حذف المضاف".
وقد رويت أبيات الخنساء في صورة أخرى اختلطت فيها الأشطار، وتحرفت بعض الكلمات، من ذلك الرواية التي جاءت في ذيل دلائل الإعجاز، فقد رويت هكذا:
فما عجول لدى بو تطيف به ... قد ساعدتها على التحنان أظآر
أودى به الدهر عنها فهي مرزمة ... لها حنينان إصغار وإكبار
ترعى إذا نسيت حتى إذا ادكرت ... فإنما هي إقبال وإدبار
وهذا الخلط لا يخطئه الحس، فحنين العجول يذكر مع طوفانها حول البو، كما في الرواية التي أثبتناها أولًا، ومساعدة الأظآر لها على التحنان يناسب إرزامها، فقد قالوا: إن الإرزام أقل من التحنان، وكأن أصوات أشواقها تتصاعد إرزاما وتحنانا، وقولها هنا: إذا نسيت، كبيرة في الشعر لا تقع فيها الخنساء؛ لأن ناقتها تغفل فقط ولا تنسى؛ لأنها إذا نسيت فقد ذهبت لوعتها، والذكر حصول الشيء، وحضوره سواء كان بعد غفلة أو بعد نسيان، وحديث الناقة في أبيات الخنساء كله مثل تصف به لوعتها، وهذا فن من القول خلوب كتب فيه زكي مبارك كتابة طيبة أفادها من الشيخ المرصفي، الذي قال في مزايا أسلوب الأعشى: إنه ابتدع أسلوبا لم يسبقه إليه الشعراء، واقتدى به من جاء بعده منهم في هذا الأسلوب، ثم شرح الطريقة التي جاءت عليها الآبيات، وأظن أن طواعية هذه الطريقة، وسلاستها في شعر الخنساء، ولبيد والنابغة،

نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 126
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست