responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 125
ويرفض عبد القاهر أن يكون الكلام على حذف مضاف، والتقدير: فإنما هي ذات إقبال وإدبار، أو أن يكون على تأويل المصدر باسم الفاعل أي فإنما هي مقبلة ومدبرة؛ لأن كلا الاثنين لا يصف آثار الذعر العنيف حين ادكرت الناقة فصيلها, ولا يصف ما أرادته الخنساء، يقول عبد القاهر: "وعلم أنه ليس بالوجه أن يعد هذا على الإطلاق معد ما حذف منه المضاف، وأقيم المضاف إليه مقامه، مثل قوله عز وجل: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [1] ... وإن كنا نراهم يذكرونه حيث يذكرون حذف المضاف، ويقولون: إنه في تقدير فإنما هي ذات إقبال وإدبار..... وليس الأمر كذلك في بيت الخنساء؛ لأننا إذا جعلنا المعنى فيه الآن كالمعنى إذا نحن قلنا: فإنما هي ذات إقبال وإدبار أفسدنا الشعر على أنفسنا، وخرجنا إلى شيء مغسول، وإلى كلام عامي مرذول، وكان سبيلنا سبيل من يزعم مثلًا في بيت المتنبي: "من الوافر".
بدت قمرا ومالت خوط بان ... وفاحت عنبرا ورنت غزالا
أنه في تقدير محذوف، وأن معناه الآن كالمعنى إذا قلت: بدت مثل القمر ومالت مثل خوط بان، وفاحت مثل عنبر، ورنت مثل غزال في أنا نخرج إلى الغثاثة، وإلى شيء يعزل البلاغة عن سلطانها، ويخفض من شأنها، ويصد أوجها من محاسنها، ويسد باب المعرفة بها وبلطائفها علينا"، ثم يؤكد رفض هذا ويحتم أخذ المعنى كما يعطيه هذا البناء الذي بني عليه الشعر.
والذي يفيد أن الناقة كأنها صارت بجملتها إقبالًا وإدبارًا حتى كأنها قد تجسمت منها، ولو أرادت الشاعرة خلاف هذا المعنى لقالت: فإنما هي ذات إقبال وإدبار، أما أن تكون قد بنت معناها هذا البناء الشعري المصور، ثم بعد ذلك ننزله بالتقدير إلى هذا المعنى المغسول: فذلك مما لا مساغ له عند من كان صحيح الذوق صحيح المعرفة، وهذا النص نص جديد، وكأن سلطان البلاغة

[1] يوسف: 82.
نام کتاب : خصائص التراكيب دارسة تحليلية لمسائل علم المعاني نویسنده : محمد محمد أبو موسى    جلد : 1  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست