نام کتاب : حلية المحاضرة نویسنده : ابن المظفر الحاتمي جلد : 1 صفحه : 149
أوليته كان لي خمراً وكنت له ... من ماء مزن، فكنا الدهر في كاس
قال: ويقول ابن فنى "هذا أحسن ما قيل في معناه" قال عبد الله بن عبد الملك: فقلت له "أحسن منه قول المهلبي بن أبي عيينة" [خفيف] :
حين قالت دنيا على م نهاراً ... جئت هلا انتظرت وقت المساء
ذاك إذ روحها وروحي مزاجا ... ن، كأصفى خمر بأعذب ماء
قال: فقال لي "أحسن من هذا بيت ابن أبي عيينة المطبوع [كامل] :
حتى إذا اختلطت بنفس نفسها ... كالخمر تقرع بالزلال البارد
خافت فقلت لها اسكتي إذ مسها ... جهد الفراق مع البلاء الجاهد
ما تشتكين أنا الفدى له والحمى ... لو أستطيع لكنت أول عائد
قالت فراقك والصبابة والذي ... أخشى عليك من الرقيب الراصد
قال: فقلت له "إن هؤلاء كلهم أخذوا من عمر بن أبي ربيعة قوله [كامل] :
كنا كمثل الخمر كان مزاجها ... بالماء لا رنق ولا تكدير
فقال له ابن أبي فنن "يا ويحك! فأين أنت من سيد الشعراء كلهم؟ " قلت: "ومن سيد الشعراء؟ قال: "المسيب بن علس في قوله [متقارب] :
تبيت الملوك على عتبها ... وشيبان إن غضبت تعتب
وكالراح بالماء أخلاقهم ... وأخلاقهم منها أعذب
وكالمسك ترب مقاماتهم ... وترب قبورهم أطيب
قال فقلت: "فقل إذن، سيد الشعراء في هذا المعنى! " فقال: "سيدهم في هذا المعنى".
1475- قال أبو علي: وقد تعاور هذا المعنى جماعة من الشعراء. وأحسن دعبل كل الإحسان في قوله [بسيط] :
الله يعلم والأيام دائرة ... والمرء ما بين إيحاش وإيناس
إني أحبك حباً، لو تضمنه ... سلمى
سميك
ذل الشاهد الراس
حباً تلبس بالأحشاء فامتزجا ... تلبس الماء بالصبهاء في الكاس
1476- فأخذ هذا البحتري وأحسن-على قلة إحسانه- فقالل [بسيط] :
تهتز مثل اهتزاز الغصن حركة ... مرور غيث من الوسمى سحاح
إني وجدتك من قلبي بمنزلة ... هي المصافاة بين الماء والراح
قال فقلت: "فقل إذن، سيد الشعراء في هذا المعنى! " فقال: "سيدهم في هذا المعنى".
1475 قال أبو علي: وقد تعاور هذا المعنى جماعة من الشعراء.
وأحسن دعبل كل الإحسان في قوله [بسيط] :
الله يعلم والأيام دائرة ... والمرء ما بين إيحاش وإيناس
إني أحبك حباً، لو تضمنه ... سلمى
سميك
ذل الشاهد الراسي
حباً تلبس بالأحشاء فامتزجا ... تلبس الماء بالصهباء في الكاس
1476 فأخذ هذا البحتري وأحسن-على قلة إحسانه- فقال [بسيط] :
تهتز مثل اهتزاز الغصن حركه ... مرور غيث من الوسمي سحاح
إني وجدتك من قلبي بمنزلة ... هي المصافاة بين الماء والراح
1477 ووجدت بشاراً قد قال في هذا المذهب قولاً عدل به عن هذا المعنى. وهو [طويل] :
لقد كان ما بيني ... زماناً
وبينها
كما بين ريح المسك والعنبر الورد
1478 قال أبو علي وأنشدني أبي-رحمه الله- لنطاحة الكاتب في هذا المعنى. وليس به [طويل] :
هموم أناس في أمور كثيرة ... وهمي في الدنيا صديق مساعد
يكون كروح بين جسمين فرقا ... فجسماهما جسمان، والروح واحد أحسن ما قيل في اتفاق الخلق والأسماء وتباين الخلائق والطباع
1479 حدثني محمد بن يحيى قال أخبرني القلابي محمد بن زكريا عن عبد اله بن الضحاك عن هشام عن هشام عن عوانة قال: أراد الفرزدق-وهو في بعض أسفاره- النزول. فقيل له انزل على قبيضة بن المخازن الهلالي. وكان هناك رجل آخر يقال له: قبيضة. فنزل عليه، فلم يحمده. وكانا جميعاً يكنيان أبا قطن. فقال [طويل] :
سرت ما سرت من ليلها ثم وافقت ... أبا قطن غير الذي للمخارق
وباتت، وبات الطل يضرب وجهها ... موافقة: يا ليتها لم توافق
وقد تلتقي الأسماء في الناس والكنى ... وفاقاً ولكن لا تلاقى الخلائق
1480 وقد أحسن عدي بن الرقاع في قوله [كامل] :
الناس أشباه وبين حلومهم ... فوت كذاك تفاضل الأشياء
كالغيم منه وابل متتابع ... جوده، وآخر ما يجود بماء
والدهر يفرق بين كل جماعة ... ويلف بين تقارب وتناء
نام کتاب : حلية المحاضرة نویسنده : ابن المظفر الحاتمي جلد : 1 صفحه : 149