responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 87
...................................................................................

=
أقول لغلمتي شدوا ركابي ... أجاوز بطن مكة في سواد
فمالي حين أقطع ذات عرق ... إلى ابن الكاهلية من معاد
فقال ابن الزبير لما بلغه هذا الشعر: "علم أنها شر أمهاتي فعيرني بها وهي خير عماته"- انظر "[1]: 8" وشرح ابن أبي الحديد "م4: ص495" ومجمع الأمثال للميداني "[1]: 75" وفيه "فلما بلغ الشعر ابن الزبير قال: لو علم لي أما ألأم من عمته لسبَّني بها" وبهذه المناسبة نقول: إن ابن الزبير كان شديد البخل وكان ذلك من أعظم أسباب إخفاقه وانفضاض الناس من حوله، رووا أنه كان يطعم جنده تمرًا ويأمرهم بالحرب فإذا فروا من وقع السيوف لامهم وقال لهم: أكلتم تمري، وعصيتم أمري، فقال بعضهم:
ألم تر عبد الله والله غالب ... على أمره يبغي الخلافة بالتمر
وكسر بعض جنده خمسة أرماح في صدور أصحاب الحجاج، وكلما كسر رمحًا أعطاه، فشق عليه ذلك، وقال: خمسة أرماح! لا يحتمل بيت مال المسلمين هذا. وجاءه أعرابي سائل فرده، فقال له: لقد أحرقت الرمضاء قدمي، فقال: بل عليهما يبردا، "ابن أبي الحديد م[1]: ص487" وقدم عليه معن بن أوس بمكة، فأنزله دار الضيفان –وكان ينزلها الغرباء وأبناء السبيل والضيفان- فأقام يومه لم يطعم شيئًا، حتى إذا كان الليل جاءهم ابن الزبير بتيس هرم هزيل، فقال: كلوا من هذا وهم نيف وسبعون رجلا، فغضب معن وخرج من عنده، فأتى ابن عباس فقراه وحمله وكساه، ثم أتى عبد الله بن جعفر فأعطاه حتى أرضاه، وأقام عنده ثلاثًا حتى رحل، فقال معن في ذلك:
رمانا أبو بكر "وقد طال يومنا"
...
بتيس من الشاة الحجازي أعفر
وقال: اطعموا منه "ونحن ثلاثة
...
وسبعون إنسانًا" فيا لؤم مخبر!
فقلنا له: لا تقربا، فأمامنا
...
جفان ابن عباس العلا وابن جعفر
وكنْ آمنا وارفق بتيسك إنه
...
له أعنز ينزو عليها، وأبشر
"الأغاني ج10: ص157".
وقال عبد الملك بن مروان: "ما أعلم مكان أحد أقوى على هذا الأمر مني، وإن ابن الزبير لطويل الصلاة كثير الصيام، ولكن لبخله لا يصلح أن يكون سائسًا" "تاريخ الطبري ج8: ص58".
80- خطبته وقد شيع ابن الأشتر لقتال عبيد الله بن زياد: 1
وخرج يشيع[2] إبراهيم بن الأشتر حين شخص لقتال عبيد الله بن زياد[3] فقال للناس:

[1] قدمنا لك أن مروان بن الحكم لما تمت له البيعة بعث إلى العراق جيشًا عليه عبيد الله بن زياد، وعلمت ما كان من أمره وأمر التوابين من الشيعة بعين الوردة من أرض الجزيرة ثم التقى به ابن الأشتر على شاطئ نهر خازر من أرض الموصل.
[2] وقد خرج يشيعه ماشيًا، فقال له إبراهيم: اركب يا أبا إسحاق، فقال: إني أحب أن تغبر قدماي في نصرة آل محمد صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فشيعه فرسخين.
[3] وكان قد دفع إلى قوم من خاصته حمامًا بيضًا ضخامًا، وقال: إن رأيتم الأمر لنا فدعوها، وإن رأيتم الأمر علينا فأرسلوها، فلما التقوا كانت على أصحاب إبراهيم الدائرة في أول النهار، فأرسل أصحاب المختار الطير، فتصايح الناس: الملائكة! فتراجعوا واقتلل الناس حتى اختلط الظلام، وأسرع القتل في أصحاب ابن زياد ثم انكشفوا، ووضع السيف فيهم حتى أفنوا، وقال ابن الأشتر: لقد ضربت رجلا على شاطئ هذا النهر، فرجع إلي سيفي فوجدت منه رائحة المسك، ورأيت إقدامًا وجرأة فصرعته، فذهبت يداه قبل المشرق ورجلاه قبل المغرب: فانظروه فالتمسوه فإذا هو عبيد الله بن زياد، وكان مقتله سنة 67هـ.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست