responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 470
لنفسه، وأسر كل رجل منهم سريرة أبداها الله عنه، حق مضوا على ذلك، ثم ولي علي بن أبي طالب؛ فلم يبلغ من الحق قصدا، ولم يرفع له منارًا، ثم مضى لسبيله:
ثم ولي معاوية بن أبي سفيان لعين رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وابن لعينه[1]، وجلف من الأعراب، وبقية من الأحزاب، مؤلف طليق؛ فسفك الدم الحرام، واتخذ عباد الله خولًا[2]، ومال الله دولًا[3]، وبغى دينه عوجًا ودغلًا[4]، وأحل الفرج الحرام، وعمل بما يشتهيه، حتى مضى لسبيله؛ فالعنوه لعنه الله، ثم ولي بعده ابنه يزيد، يزيد الخمور، ويزيد الصقور، ويزيد الفهود، ويزيد الصيود، ويزيد القرود5،

[1] انظر ص23، 24.
[2] عبيدًا.
[3] جمع دولة بالضم: أي متداولًا بين عشيرته دون سائر المسلمين.
[4] الدغل: الفساد كالدخل.
5 روى المسعودي في مروج الذهب -ج2: ص94- قال:
"وكان يزيد صاحب طرب، وجوارح، وكلاب، وقرود؛ وفهود؛ ومنادمة على الشراب؛ وجلس ذات يوم على شرابه، وعن يمينه ابن زياد -وذلك بعد قتل الحسين- فأقبل على ساقيه، فقال:
اسقني شربة تروي مشاشي ... ثم صل فاسق مثلها ابن زياد
صاحب السر والأمانة عندي ... ولتسديد مغنمي وجهادي
"والمشاش كغراب: النفس والطبيعة"، ثم أمر المغنين فغنوا، وغلب على أصحاب يزيد وعماله ما كان يفعله من الفسوق، وفي أيامه ظهر الغناء بمكة والمدينة، واستعملت الملاهي، وأظهر الناس شرب الشراب، وكان له قرد يكنى بأبي قيس؛ يحضره مجلس منادمته؛ ويطرح له متكأ، وكان قردًا خبيثًا، وكان يحمله على أتان وحشية؛ قد ريضت وذلك لذلك يسرج ولجام، ويسابق بها الخيل يوم الحلبة؛ فجاء في بعض الأيام سابقًا فتناول القصبة، ودخل الحجرة قبل الخيل، وعلى أبي قيس قباء من الحرير الأحمر والأصفر مشهر "مخطط" وعلى رأسه قلنسوة من الحرير ذات ألوان بشقائق "أي مصبغة بمثل الشقائق" وعلى الأتان سرج من الحرير الأحمر منقوش ملمع بأنواع من الألوان فقال في ذلك بعض شعراء الشام في ذلك اليوم:
تمسك أبا قيس بفضل عنانها ... فليس عليها إن سقطت ضمان
ألا من رأى القرد الذي سبقت به ... جياد أمير المؤمنين أتان!
وروى ابن طباطبا في الفخرى ص49 قال: "كان يزيد بن معاوية أشد الناس كلفًا بالصيد لا يزال لاهيًا به، وكان يلبس كلاب الصيد الأساور من الذهب، والجلال المنسوجة منه "الجلال بالكسر جمع جل بالضم والفتح: ما تلبسه الدابة لتصان به" ويهب لكل كلب عبدا يخدمه، قيل إن عبيد الله بن زياد أخذ من بعض =
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست