responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 455
السماء؛ فاختلط به نبات الأرض، فأصبح هشيمًا[1] تذروه الرياح، وكان الله على كل شيء مقتدرًا"، مع أن امرأ لم يكن منها في حبرة؛ إلا أعقبته بعدها عبر، ولم يلق من سرائها بطنًا، إلا منحته من ضرائها ظهرًا[2]، ولم تطله غيثة[3] رخاء، إلا هطل[4] عليه مزنة بلاء، وحري إذا أصبحت له منتصرة، أن تمسي له خاذلة منكرة، وإن جانب منها اعذوذب واحلولى[5]، أمر عليه منها جانب وأوبى[6]، وإن آتت امرأ من غضارتها[7] ورفاهتها نعمًا، أرهقته من نوائبها تعبًا، ولم يمس امرؤ منها في جناح أمن؛ إلا أصبح منها على قوادم[8] خوف، غرارة غرور ما فيها، فانية، فانٍ ما عليها، لا خير في شيء من زادها إلا التقوى، من أقل منها استكثر مما يؤمنه، ومن استكثر منه استكثر مما يوبقه[9]، ويطيل حزنه، ويبكي عينيه، كم واثق بها قد فجعته، وذي طمأنينة إليها قد صرعته[10]، وذي اختيال[11] فيها قد خدعته، وكم من

[1] الهشيم: ما تهشم وتحطم، وتذروه: أي تطيره.
[2] كنى بالبطن والظهر عن إقبالها عليه وإدبارها عنه؛ لأن الملاقي لك بالصدر ملاق بالوجه؛ فهو مقبل عليك، والمعطيك ظهره مدبر عنك.
[3] طله السحاب يطله: إذا أمطره مطرًا قليلًا، وربما كانت "غيثة" مصحفة عن "غبية" والغبية بفتح الغين: المطرة غير الكثيرة، وفي رواية "ديمة" والديمة بالكسر: مطر يدوم في سكون بلا رعد وبرق.
[4] هطلت السماء كجلس هطلًا: تتابع مطرها، وفي رواية: "هتنت" هتنت السماء كجلس أيضًا هتنًا: انصبت، أو هو فوق الهطل، والمزنة: السحابة أو ذات الماء.
[5] أي صار عذبًا حلوا.
[6] أمر: صار مرا وأوبى: مسهل عن أوبأ، أي صار وبئًا، وبئت الأرض كفرح وكرم وعني، وأوبأت: صارت كثيرة الوباء، وهو الطاعون أو كل مرض عام.
[7] الضارة: النعمة والسعة والخصب، وأرهقه: حمله على ما لا يطيقه، وفي رواية: "لا ينال امرؤ من غضارتها رغبا" والرغب بالتحريك ما ترغب فيه، وفي رواية: "فإن أتت امرأ من غصونها ورقًا"، وفي رواية: "وإن لبس امرؤ من غضارتها ورفاهيتها نعمًا، أرهقته من نوائبها غمًا".
[8] القوادم: أربع أو عشر ريشات في مقدم الجناح، الواحدة قادمة، وخص الخوف بالقوادم لأنها مقاديم الريش، والراكب عليها بعرض سقوط قريب.
[9] يهلكه.
[10] وفي رواية: "وذي حكم ثنته إليها قد صرعته".
[11] الاختيال: الكبر والعجب والأبهة: العظمة، والبهجة والكبر والنخوة.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 455
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست