responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 397
أبو الأسود: أصلح الله أمير المؤمنين، إنها مطلقة، ومن أكثر كلامًا من مطلقة؟ فقال لها معاوية: إذا كان رواحًا[1] فتعاليْ أفصل بينك وبينه بالقضاء.
فلما كان الرواح جاءت ومعها ابنها قد احتضنته؛ فلما رآها أبو الأسود قام إليها لينتزع ابنه منها، فقال له معاوية: يا أبا الأسود، لا تعجل المرأة أن تنطق بحجتها، قال: يا أمير المؤمنين، أنا أحق بحمل ابني منها، فقال له معاوية: يا أبا الأسود دعها تقل، فقال: "يا أمير المؤمنين، حملته قبل أن تحمله، ووضعته قبل أن تضعه"، فقالت: "صدق والله يا أمير المؤمنين: حمله خِفًّا، وحملته ثِقْلًا، ووضعَه شهوة ووضعتُه كرهًا، إن بطني لوعاؤه، وإن ثديي لسقاؤه، وإن حجري لفناؤه، فقال معاوية: سبحان الله لما تأتين به! فقال أبو الأسود: إنها تقول الأبيات من الشعر فتجيدها، فقال معاوية: إنها قد غلبتك في الكلام، فتكلف لها أبياتا لعلك تغلبها؛ فأنشأ أبو الأسود يقول:
مرحبًا بالتي تجورُ علينا ... ثم سهلًا بالحامل المحمول
أغلقت بابها علي وقالت: ... إن خير النساء ذات البعول
شغلت نفسها علي فراغًا ... هل سمعتم بالفارغ المشغول؟
فأجابته وهي تقول:
ليس من قال بالصواب وبالحـ ... ق كمن جار عن منار السبيل
كان ثديي سقاءه حين يضحى ... ثم حجري فناؤه بالأصيل
لست أبغي بواحدي يا ابن حرب ... بدلًا ما علمته والخليل2
فأجابها معاوية:
ليس من غذاء حينًا صغيرًا ... وسقاه من ثديه بخذول

[1] أي إذا كان الوقت رواحًا، والرواح: العشي.
2 أي أقسم بخليل الله وهو سيدنا محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 397
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست