responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 341
ننتقصهم في كل عام من أرضهم، ثم لا نزايل بلادهم حتى يهلكهم الله، وكتب إلى الحجاج بذلك. فورد عليه كتاب الحجاج يضعف رأيه، ويأمره بالوغول في أرضهم، ويتهدده بالعزل إن لم يفعل؛ فدعا ابن الأشعث الناس إليه.
فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال:
"أيها الناس، إني لكم ناصح، ولصلاحكم مُحِبّ، ولكم -في كل ما يحيط بكم نفعه- ناظرٌ، وقد كان من رأى فيما بينكم وبين عدوكم رأي، استشرت فيه ذوي أحلامكم، وأولي التجربة للحرب منكم، فرضوه لكم رأيا. ورأوه لكم في العاجل والآجل صلاحًا، وقد كتبت إلى أميركم الحجاج؛ فجاءني منه كتاب يعجزني ويضعفني ويأمرني بتعجيل الوغول بكم في أرض العدو، وهي البلاد التي هلك إخوانكم فيها بالأمس؛ وإنما أنا رجل منكم، أمضي إذا مضيتم، وآبي إذا أبتيم".
فثار إليه الناس، فقالوا: لا، بل نأبى على عدو الله، ولا نسمع له ولا نطيع.
"تاريخ الطبري 8: 8"

332- خطبة عامر بن واثلة الكناني:
فقام عامر بن واثلة الكناني -وكان أول متكلم يومئذ، وكان شاعرًا خطيبًا- فقال بعد أن حمد الله، وأثنى عليه:
"أما بعد: فإن الحجاج والله ما يرى بكم إلا ما رأى القائل الأول؛ إذ قال لأخيه: "احمل عبدك على الفرس، فإن هلك هلك، وإن نجا فلك". إن الحجاج والله ما يبالي أن يخاطر بكم، فيقحمكم بلادًا كثيرة اللهوب[1] واللصوب[2]؛ فإن ظفرتم فغنمتم

[1] اللهوب جمع لهب كحمل، وهو مهواة ما بين كل جبلين، أو الصدع في الجبل، أو الشعب الصغير فيه "والشعب كحمل: الطريق في الجبل".
[2] جمع لصب كحمل أيضًا، وهو الشعب الصغير في الجبل أضيق من اللهب وأوسع من الشعب.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست