responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 176
من كان الباطلُ معه، وإن كان معه الأنام طرًّا[1]، ولم يُذِلَّ من كان الحق معه وإن كان مفرَدًا ضعيفًا؛ ألا وإنه قد أتانا خبرٌ من العراقِ بلد الغدر والشقاق، فساءنا وسرنا، أتانا أن مصعبًا قُتِلَ رحمة الله عليه ومغفرته؛ فأما الذي أحزننا من ذلك، فإن لفراقِ الحميم لذعةً ولوعةً يجدها حميمُه عند المصيبة، ثم يرعوِي من بعد ذو الرأي والدين إلى جميل الصبر، وكريم العزاء، وأما الذي سرنا منه فإنا قد علمنا أن قتله شهادة له، وأنه عَزَّ وَجَلَّ جاعل لنا وله في ذلك الخيرة إن شاء الله تعالى.
أسلمه الطغام[2]، الصم الآذان، أهل العراق، إسلام النَّعَمِ المُخَطَّة[3]، وباعوه بأقل من الثمن الذي كانوا يأخذون منه، فإن يقتل فقد قتل أبوه وعمه وأخوه[4]، وكانوا الخيار الصالحين، إنا والله لا نموت حتف آنافنا[5] ولكن قعصًا[6] بالرماح،

[1] جميعًا.
[2] الأوغاد.
[3] خطم البعير بالخطام: جعله على أنفه، والخطام ككتاب: ما وضع في أنف البعير ليقتاد به.
[4] بعد أن اعتزل الزبير بن العوام أصحاب الجمل، انصرف إلى وادي السباع، وقد تبعه عمرو بن جرموز، فقتله في الصلاة، ويعني بعمه عبد الرحمن بن العوام بن خويلد، وقد استشهد يوم اليرموك، وفي رواية "وابن عمه" ويعني به عبد الله بن عبد الرحمن بن العوام، وقد قتل يوم الدار "انظر أسد الغابة 3: 213".
وأما أخوه فهو المنذر بن الزبير، وذلك أن جيش يزيد بعد أن أوقع بأهل المدينة في وقعة الحرة كما قدمنا، سار إلى مكة لغزو ابن الزبير، فقال لأخيه المنذر: ما لهذا الأمر ولدفع هؤلاء القوم غيري وغيرك -وكان أخوه المنذر ممن شهد الحرة. ثم لحق به- فجرد إليهم أخاه في الناس، فقاتلهم ساعة قتالا شديدا، ثم إن رجلا من أهل الشام دعا المنذر إلى المبارزة، فخرج إليه، فضرب كل واحد منهما صاحبه ضربة خر صاحبه لها ميتا، وكان مقتله سنة 64هـ -تاريخ الطبري 7: 14.
[5] الحتف: الموت، ويقال: مات حتف أنفه: أي على فراشه من غير قتل، ولا ضرب، ولا غرق، ولا حرق، وخص الأنف لأنه أراد أن روحه تخرج من أنفه بتتابع نفسه، أو لأنهم كانوا يتخيلون أن المريض تخرج روحه من أنفه، والجريح من جراحته.
[6] القعص: الموت الوحي "أي السريع كغني" ومات قعصا: أصابته ضربة، أو رمية فمات مكانه، وفي الكامل، وعيون الأخبار: "إنا والله ما نموت حبجا" وزاد الكامل "كميتة آل أبي العاص" والحبج محركة: انتفاخ بطن البعير من أكل لحاء العرفج "كجعفر"، وربما قتله ذلك، يعرض ببني مروان لكثرة أكلهم وإسرافهم في ملاذ الدنيا، وأنهم يموتون بالتخمة.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 176
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست