نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 165
في أنفسنا من خشاشة[1]، وايم الله لئن ملك أعنة خيل تنقاد له، لتركبن منه طبقًا[2] تخافه". فقال معاوية: "إن يطلب مروان هذا الأمر، فقد طمع فيه من هو دونه، وإن يتركه يتركه لمن فوقه، وما أراكم بمنتهين حتى يبعث الله عليكم من لا يعطف عليكم بقرابة، ولا يذكركم عند ملمة، يسومكم خسفًا[3]، ويسوقكم عشفًا4" فقال ابن الزبير: "إذن والله يطلق عقال الحرب بكتائب تمور[5] كرجل الجراد، حافاتها الأسل، لها دوي كدوي الريح، تتبع غطريفًا[6] من قريش، لم تكن أمه راعية ثلة7".
فقال معاوية: "أنا ابن هند، أطلقت عقال الحرب، فأكلت ذروة السنام، وشربت عنفوان المكرع[8]، وليس للآكل بعدي إلا الفلذة[9]، ولا للشارب إلا الرنق10". فسكت ابن الزبير.
"شرح ابن أبي الحديد م[4]: ص493، والعقد الفريد [2]: 115، والبيان والتبيين [2]: 44" [1] الخشاشة: واحدة الخشاش بتثليث الخاء، وهي حشرات الأرض والعصافير ونحوها "وفي الأصل حشاشة وهو تصحيف". [2] الطبق: الحال ومنه قوله تعالى: {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ} . [3] أي: يوليكم ذلا. [4] العسف: الظلم، وسلوك الطريق على غير هداية. [5] تمور: تضطرب. [6] الغطريف: السيد الشريف.
7 الثلة: جماعة الغنم أو الكثيرة منها. [8] عنفوان الشيء: أوله أو أول بهجته، والمكرع: المورد، مفعل من كرع في الماء أو في الإناء. [9] الفلذة: القطعة من اللحم.
10 ماء رنق كعدل وكتف وجبل: كدر.
142- عبد الله بن الزبير ومعاوية وعمرو بن العاص:
قدم عبد الله بن الزبير على معاوية وافدًا، فرحب به وأدناه، حتى أجلسه على سريره، ثم قال: ما حاجتك أبا خبيب[1]؟ فسأله أشياء، ثم قال له: سل غير ما سألت، قال:
"نعم، المهاجرون والأنصار ترد عليهم فيئهم، وتحفظ وصية نبي الله فيهم، تقبل [1] هي كنية ابن الزبير، كني بابنه خبيب، وكان أسن ولده، ويكنى أيضًا أبا بكر.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 2 صفحه : 165