responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 166
من محسنهم، وتتجاوز عن مسيئهم" فقال معاوية: "هيهات، هيهات؟ لا والله ما تأمن النعجة الذئب وقد أكل ألْيَتَها1". فقال ابن الزبير: "مهلا يا معاوية، فإن الشاة لتدر[2] للحالب، وإن المدية في يده، وإن الرجل الأريب ليصانع ولده الذي خرج من صلبه، وما تدور الرحاء إلا بقطبها[3]، ولا تصلح القوس إلا بعجبها4" فقال: "يا أبا خبيب، لقد أجررت الطروقة قبل هباب الفحل[5]، هيهات! وهي لا تصطك لحيائها اصطكاك القروم السوامي6". فقال ابن الزبير: "العطن بعد العل، والعل بعد النهل[7] ولا بد للرحاء من الثفال[8] ثم نهض ابن الزبير"، فلما كان العشاء أخذت قريش مجالسها، وخرج معاوية على بني أمية، فوجد عمرو بن العاص فيهم، فقال: ويحكم يا بني أمية! أفيكم من يكفيني ابن الزبير؟ فقال عمرو: أنا أكفيكه يا أمير المؤمنين قال: ما أظنك تفعل، قال: "بلى، والله لأربدن[9] وجهه، ولأخرسن لسانه، ولأردنه ألين من خميلة10". فقال: دونك، فاعرض له إذا دخل، فدخل ابن الزبير -وكان قد بلغه كلام معاوية وعمرو- فجلس نصب عيني عمرو، فتحدثوا ساعة، ثم قال عمرو:
وإني لنار ما يطاق اصطلاؤها ... لديَّ كلام معضل متفاقم11
فأطرق ابن الزبير ساعة ينكث في الأرض، ثم رفع رأسه وقال:

1 الألية: ما ركب العجز من شحم ولحم.
[2] در اللبن وغيره من بابي ضرب وقتل، ودرت الناقة بلبنها أدرته.
[3] قطب الرحا: ما تدور عليه، والرحاء ممدود الرحا.
4 العجب: مؤخر كل شيء.
[5] ناقة طروقة الفحل: بلغت أن يضربها الفحل، وأجره رسنه: جعله يجره، وهب الفحل من الإبل وغيرها هبابًا وهبيبًا: أراد السفاد.
6 تصطك: تضطرب. والقروم: جمع قرم بالفتح وهو الفحل، والسوامي جمع سام: وصف من سما الفحل سماوة: تطاول على شوله "والشُّوَّل كركع جمع شائل وهي الناقة تشول بذنبها للقاح".
[7] العطن: مبرك الإبل حول الحوض، والعل والعلل: الشرب الثاني، والنهل: الشرب الأول.
[8] الثفال: جلد أو نحوه يبسط تحت الرحى ليقع عليه الطحين.
[9] أي لأصيرنه أربد، من الرُّبدة بالضم: وهي لون إلى الغبرة.
10 الخميلة: القطيفة، وفي الأصل: "ولأوردنه" وهو تحريف.
11 تفاقم الأمر: عظم.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 166
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست