responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 138
الأرض من آل عبد المطلب، ولتردنَّ على الله وشيكا[1] موردهم، ولتودن أنك عميت وبكمت وأنك لم تقل: "فاستهلوا وأهلوا فرحا" اللهم خذ بحقنا، وانتقم لنا ممن ظلمنا، والله ما فريت إلا في جلدك، ولا حززت إلا في لحمك، وسترد على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ برغمك[2]. وعترته ولحمته في حظيرة القدس[3] يوم يجمع الله شملهم ملمومين من الشعث[4]. وهو قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} وسيعلم من بوأك[5] ومكنك من رقاب المؤمنين -إذا كان الحَكَمَ اللهُ، والخصمَ محمدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وجوارحك شاهدة عليك فبئس للظالمين بدلا- أيكم شر مكانا وأضعف جندا، مع أني والله يا عدو الله وابن عدوه، أستصغر قدك، وأستعظم تقريعك[6]، غير أن العيون عبرى والصدور حرى[7]، وما يجزي ذلك أو يغني عنا؛ وقد قتل الحسين عليه السلام، وحزب الشيطان[8] يقربنا إلى حزب السفهاء[9]، ليعطوهم أموال الله على انتهاك محارم الله، فهذه الأيدي تنطف[10] من دمائنا، وهذه الأفواه تتحلب[11] من لحومنا، وتلك الجثث الزواكي يعتامها عسلان الفَلَوَات[12]، فلئن اتخذتنا مغنما لتتخذن مغرمًا، حين لا تجد إلا ما قدمت يداك، تستصرخ[13] يابن مرجانة، ويستصرخ بك، وتتعاوى وأتباعك.

[1] سريعا.
[2] الرغم: الذل.
[3] العترة: رهط الرجل وعشريته الأدنون، واللحمة: القرابة، والقدس: الطهر، أي في الجنة.
[4] التفرق.
[5] أي أحلك في كرسي الخلافة وهو معاوية.
[6] التقريع: التأنيب.
[7] عين عبرى: جرت عبرتها، والصدور حرى: شديد الحرارة، كناية عن شدة الحزن.
[8] تريد عبيد الله بن زياد ورجاله.
[9] أي إلى يزيد وشيعته.
[10] نطف الماء كنصر وضرب: سال، ونطف كفرح، وعني: تلطخ بعيب.
[11] تحلب العرق: سال وتحلب بدنه عرقا: سال عرقه.
[12] الزواكي: جمع زاكية من زكا إذا صلح وتنعم، واعتام: أخذ العيمة بالكسر وهي خيار المال، وعسل الذئب عسلانا كجرى جريانا: أعنق وأسرع، والعاسل: الذئب وجمعه كركع وفوارس، والمراد هنا معنى الجمع لا المصدر: أي ذؤبان الفلوات، ولم أجد في كتب اللغة لعاسل جمعا غير هذين، إلا أن يراد بالمصدر الوصف.
[13] تستغيث
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست