responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 137
الأسارى، أن بنا هوانًا على الله، وبك عليه كرامة؟ وأن هذا لعظيم خطرك؟ فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفي[1]، جذلان فرحًا، حين رأيت الدنيا مستوسقة لك، والأمور متسقة[2] عليك، وقد أُمْهِلْتَ ونُفِّسْتَ[3]، وهو قول الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي [4] لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ} أمن العدل، يابن الطلقاء تخديرك[5] نساءك وإماءك وسوقك بنات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد هتكتَ ستورهن، وأصحلتَ[6] صوتهن، مكتئبات تخدي[7] بهن الأباعر، ويحدو[8] بهن العادي، من بلد إلى بلد، لا يراقبن ولا يؤوين، يتشوفهن[9] القريب والبعيد، ليس معهن ولي[10] من رجالهن، وكيف يُستبطأ في بغضتنا من نظر إلينا بالشنف[11] والشنآن، والإحن والأضغان؟ أتقول: "ليت أشياخي ببدر شهدوا" غير متأثم ولا مستعظم؟ وأنت تنكت ثنايا أبي عبد الله بمخصرتك[12]، ولم لا تكون كذلك وقد نكأت[13] القرحة، واستأصلت الشأفة[14]، بإهراقك دماء ذرية رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ونجوم

[1] أي جانبيك، وهو كناية عن إعجابه بنفسه.
[2] من استوسقت الإبل: أي اجتمعت، ومتسقة: منتظمة.
[3] أي فسح لك في أمرك، من نفس الله كربته: فرجها.
[4] نمهل.
[5] صونهن في خدورهن.
[6] أبححته، صحل صوته كفرح: بح.
[7] خدى البعير والفرس كجرى: أسرع وزج بقوائمه، أو هو ضرب من سيرهما.
[8] يسوق.
[9] يتطاول وينظر إليهن ويشرف عليهن.
[10] قريب أو نصير.
[11] سبق تفسيره، وفي الأصل "بالشنق" وهو تحريف "والشنق: أن تكف البعير بزمامه حتى تلزق ذفراه بقادمة الرحل، والذفرى بكسر الذال: العظم الشاخص خلف الأذن"، والشنآن: الكراهية، والإحن: الأحقاد.
[12] المخصرة: ما يأخذه الملك يشير به إذا خاطب.
[13] نكأ القرحة كمنع: قشرها قبل أن تبرأ فنديت، كناية عن نبشه عما كاد ينسى من العداوة بين بني هاشم وبني أمية.
[14] الشأفة: قرحة تخرج في أسفل القدم فتكوى، فتذهب، واستأصل الله شأفته: أذهبه كما تذهب تلك القرحة.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست