responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 129
فقال معاوية: يا أبا جعفر نغيِّر الخطأ، أقسمت عليك لتجلسنَّ، لعن الله من أخرج ضب صدرك من وجاره[1]، محمول لك ما قلت، ولك عندنا ما أملت، فلو لم يكن محتِدك[2] ومنصبك لكان خُلقك وخَلقك شافعين لك إلينا، وأنت ابن ذي الجناحين وسيد بني هاشم، فقال عبد الله: كلا بل سيد بني هاشم حسنٌ وحسينٌ لا ينازعهم في ذلك أحد، فقال: أبا جعفر أقسمت عليك لما ذكرت حاجة لك إلا قضيتها كائنة ما كانت، ولو ذهبت بجميع ما أملك، فقال: أما في هذا المجلس فلا، ثم انصرف، فأتبعه معاوية بصره فقال: والله لكأنه رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مشيه وخلقه وخلقه، وإنه لمن مشكاته[3]، لوددت أنه أخي بنفيس ما أملك.
ثم التفت إلى عمرو فقال: أبا عبد الله ما تراه منعه من الكلام معك؟ قال: ما لا خفاء به عنك. قال: أظنك تقول: إنه هاب جوابك؟ لا والله ولكنه ازدراك واستحقرك ولم يرك للكلام أهلا، أما رأيت إقباله علي دونك، ذاهبا بنفسه عنك؟ فقال عمرو: فهل لك أن تسمع ما أعددته لجوابه؟ قال معاوية: أرغب إليك أبا عبد الله، فلات حين جوابٍ فيما يُرى اليوم؛ ونهض معاوية وتفرق الناس.
"شرح ابن أبي الحديد م[2]: ص104"

[1] جحره.
[2] أصلك.
[3] المشكاة: الكوة التي ليست بنافذة.
120- الحسن بن علي وعمرو بن العاص:
ووفد الحسنُ بن علي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على معاوية، فقال عمرو بن العاص لمعاوية:
يا أمير المؤمنين إن الحسن رجل أفه[1]، فلو حملته على المنبر فتكلم وسمع الناس كلامه عابوه وسقط من عيونهم ففعل، فصعد على المنبر وتكلم فأحسن، ثم قال: أيها الناس لو

[1] أفه: وصف من الفهاهة، وهي العي، وفعله فهه كفرح، وقياس الوصف منه أفه على أفل لأنه يدل على خلقة "عيب" كعور وعمى وعرج، ولكن الذي في كتب اللغة: فه كعذب وفهيه وفهفه.
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت    جلد : 2  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست