نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 170
25- وصية دريد بن الصمة:
قال دريد بن الصمة لمالك بن عوف النصري قائد هوازن يوم حنين1:
"يا مالك، إنك قد أصبحت رئيس قومك، وإن هذا يوم له ما بعده من أيام، مالي أسمع رغاء البعير، ونهيق الحمير، وبكاء الصغير، ويعار[2] الشاء. قال: سقت مع الناس أبناءهم ونساءهم وأموالهم، قال: ولم؟ قال: أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله وماله، ليقاتل عنهم، فأنقض به[3]، ثم قال راعي[4] ضأن والله، وهل يرد المنهزم شيء؟ إنها إن كانت لك، لم ينفعك إلا رجل بسيفه ورمحه، وإن كانت عليك، فضحت في أهلك ومالك، ويحك، إنك لن تصنع بتقديم البيضة[5] بيضة هوازن إلى نحور الخيل شيئًا، ارفعهم إلى ممتنع بلادهم، وعلياء قومهم، ثم ألق الصبا[6] على متون الخيل؛ فإن كان لك لحق بك من وراءك، وإن كانت عليك، كنت قد أحرزت أهلك ومالك.
1 عزوة حنين كانت بين المسلمين وبين هوازن وثقيف سنة ثمان بعد الفتح انهزم فيها المسلمون أولًا ثم لموا شعثهم وشدوا على عدوهم فهزموهم. [2] اليعار: صوت الغنم أو المعزى أو الشديد من أصوات الشاء. [3] يقال أنقض أصابعه: ضرب بها لتصوت، وأنقض بالدابة: ألصق لسانه بالحنك ثم صوت في حافتيه. [4] يضرب به المثل في الحمق فيقال: "أحمق من راعي ضأن". [5] بيضة القوم: جماعتهم، وأصلهم، وفي الحديث: "ولا تسلط عليهم عدوًّا من عدوهم فيستبيح بيضتهم" يريد جماعتهم وأصلهم. [6] أي ذوي الصبا: أي الشبان.
ويقري الضيف، ويشبع الجائع، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ولم يرد طالب حاجة قط، أنا بنت حاتم طيئ".
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جارية هذه صفة المؤمن، ولو كان أبوك إسلاميًا لترحمنا عليه، خلوا عنها؛ فإن أباهها كان يحب مكارم الأخلاق، والله يحب مكارم الأخلاق".
"الأغاني 16: 93".
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 170