نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 168
الطائف، وهم الذين خطوا مشاربها، وأتوا جداولها[1]، وأحيوا غراسها، ورفعوا عريشها، ثم قال: وإن حمير ملكوا معاقل الأرض وقرارها، وكهول الناس وأغمارها[2] ورءوس الملوك وعرارها؛ فكان لهم البيضاء والسوداء، وفارس الحمراء، والجزية الصفراء[3]، فبطروا النعم، واستحقوا النقم، فضرب الله بعضهم ببعض، ثم قال: وإن قبائل من الأزد نزلوا على عهد عمرو بن عامر؛ ففتحوا فيها الشرائع[4]، وبنوا فيها المصانع[5]، واتخذوا الدسائع[6]، ثم ترامت مذحج بأسنتها، وتنزت[7] بأعنتها؛ فغلب العزيز أذلها، وقتل الكثير أقلها، ثم قال: وكان بنو عمرو بن خالد بن جذيمة يخبطون عضيدها[8]، ويأكلون حصيدها، ويرشحون[9] حصيدها".
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن نعيم الدنيا أقل وأصغر عند الله من خرء بعيضة، ولو عدلت عند الله جناح ذباب لم يكن لكافر منها خلاق، ولا لمسلم منها لحاق".
" العقد الفريد [1]:110". [1] أتى الماء تأتيه سهل وأصلح مجراه، أي سهلوا طرق المياه إليها. [2] جمع غمر مثلث الغين: وهو الحدث لا تجربة له، والعرار: الرفعة والسودد. [3] أي الذهبية. [4] جمع شريعة، وهي مورد الشاربة كالمشرعة. [5] المباني من القصور والحصون. [6] جمع دسيعة، وهي الجفنة والدسكرة. [7] تنزى: ثوثب وتسرع. [8] العضيد: ما قطع من الشجر، أي يضربونه ليسقط ورقة فيتخذوه علفًا لإبلهم. [9] الترشيح: التربية وحسن القيام على المال، والخضيد: ما خضد من الشجر ونحي عنه، وكل ما قطع من عود رطب "فعيل بمعنى مفعول" أي يصلحونه ويقومون بأمره.
23- خطبة مالك بن نمط بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم:
وقدم وفد همدان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيهم مالك بن نمط أبو ثور، فقام بين يديه ثم قال:
نام کتاب : جمهرة خطب العرب في عصور العربية الزاهرة نویسنده : أحمد زكي صفوت جلد : 1 صفحه : 168