نام کتاب : تطور الأدب الحديث في مصر نویسنده : أحمد هيكل جلد : 1 صفحه : 350
العرب، كما حدث في تفاعيل الرمل مثلًا، حيث اشترطوا ألا تؤلف ست تامة منها بيتًا من الشعر، ولكن بعض الشعراء من السائرين في هذا الاتجاه، لم يأهبوا بهذا، ونظموا من الرمل على تفاعيله التامة الست، ونجد نماذج من ذلك عند أبي شادي، وعلي محمود طه.
وفي القصيدة المقطعية التي من اللون الأول، نرى أن بعض الشعراء، يقطع أحيانًا رتابة الوزن المطرد، بإدخال بعض المقطوعات المخالفة في وزنها لمعظم مقطوعات القصيدة، ويكون ذلك غالبًا حين يتغير الموقف النفسي، أو حين يتغير المتحدث، أو حين يطرأ تغيير ما على السياق يسمح -أو يقتضي- أن تتغير الموسيقى.
ومن أمثلة ذلك ما نجده في قصيدة الأطلال لإبراهيم ناجي، فقد سارت كلها على مقطوعات رباعية من بحر الرمل بتفاعيله الست، إلا عدة مقطوعات ذكرها الشاعر قرب ختام القصيدة، جاعلًا كل شطر منها على تفعيلتين بدلًا من ثلاث، مع اختلاف بينها كذلك من حيث تمام التفعيلتين، أو حذف بعض الأجزاء منهما، فعلى حين نجد الشاعر يمضي في معظم القصيدة على هذ النحو:
يا فؤادي رحم الله الهوى ... كان صرحًا من خيال فهوى
اسقني واشرب على أنغامه ... وارو عني طالما الدمع روى1
نراه قبيل نهاية القصيدة يقصر الوزن، فيقول:
لست أنسى أبدا ... ساعة في العمر
تحت ريح صفقت ... لارتقاص المطر2
ويمضي هكذا في بعض المقاطع التي فيها تغيير للموقف والمتحدث، ثم يعود إلى وزن الأصلي حين يعود هو إلى الحديث كما كان في أول القصيدة، ولذا يختم القصيدة بنفس النغم الذي بدأها به.
1 انظر: ديوان ناجي ص341 "قصيدة الأطلال".
2 انظر: ديوان ناجي ص345 "قصيدة الأطلال".
نام کتاب : تطور الأدب الحديث في مصر نویسنده : أحمد هيكل جلد : 1 صفحه : 350