نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 74
طيب وحلي وثياب على نحو ما تصور ذلك معلقة امرئ القيس إذ يقول:
وتُضحي فتيتُ المسك فوق فراشها ... نَؤومُ الضحى لم تَنْتَطِقْ عن تفضلِ
ويقول المنخل اليشكري في فتاته1:
الكاعب الحسناء تر ... افُلُ في الدمقس وفي الحرير
ولم يقفوا عند جمالها الجسدي؛ فقد فطنوا إلى جمالها المعنوي وما تتحلى به من شيم وخصال كريمة، على نحو ما يقول الشنفرى في زوجه أميمة2:
لقد أعجبتني لا سقوطًا قِناعها ... إذا ما مشت ولا بذات تلفت
تبيت بُعيد النوم تهدي غبوقها ... لجاراتها إذا الهدية قلت3
تحل بمنجاة من اللوم بيتها ... إذا ما بيوت بالمذمة حلت
كأن لها في الأرض نسيًا تقصه ... على أمها وإن تكلمك تبلت4
أميمة لا يخزي نثاها حليلها ... إذا ذكر النسوان عفت وجلت5
إذا هو أمسى آب قرة عينه ... مآب السعيد لم يسل أين ظلت[6].
فصاحبته وقور خجول، لا يسقط قناعها في أثناء سيرها ولا تلتفت حولها، وهي كريمة مؤثرة تؤثر جارتها في الجدب بغبوق اللبن، وقد حصنت بيتها عن كل لوم أو ذم يلحقها، وهي شديدة الحياء، ومن أجل ذلك لا ترفع رأسها عن الأرض في مسيرها؛ حتى ليظن من يبصرها أنها تبحث عن شيء ضاع منها. وإذا اعترضها شخص وكلمها أوجزت ومضت لقصدها وغرضها. وإن الحديث العطر عنها في العشيرة ليملأ زوجها زهوًا وخيلاء؛ إنها مثال العفة والجلال. وإنه ليرفعها عن كل شك وتهمة؛ فإذا أمسى وعاد إليها من المرعى أو بعد رحلته.
1 الأصمعيات ص55
2 المفضليات رقم 2
3 الغبوق: اللبن الذي يشرب في العشي.
4 النسي: الشيء المنسي أو المفقود.
تقصه: تتعقب أثره. أمها بفتح الهمزة قصدها.
تبلت: أوجزت.
5 النثا: الحديث عن الشخص. الخليل: الزوج [6] آب: رجع.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 74