نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 55
4- القبائل البدوية
يقسم النسابون هذه القبائل؛ بل قبائل العرب الشمالية جميعها، قسمين كبيرين: قسم عدناني مضري، هو عرب الشمال المنحدرون من عدنان ونزار ومضر، وقسم قحطاني ينحدر من قحطان "ولعله يقطان المذكور في الإصحاح العاشر من التوراة"، وقد هاجر هذا القسم من الجنوب، من اليمن وحضرموت وعاش بين العرب الشماليين.
وتشكك بعض المستشرقين فيما ساقه رواة الأخبار من هذا التقسيم وما يندرج فيه من أنساب القبائل الشمالية عامة[1]، وقالوا إنه من وضع القرن الأول للهجرة وما كان من منافسات بين مكة التي نُسبت إلى عدنان والمدينة التي نُسب العرب فيها من الأوس والخزرج إلى قحطان، وتداخلت عوامل سياسية واقتصادية مكنت من انتشار فكرة هذا التقسيم، كما مكنت من ترتيب الأنساب العربية في نظامها المعروف. ويبالغ بعض المستشرقين فينكر جملة أن يكون عرب الجنوب قد هاجروا إلى الشمال، ويظن ذلك حديث خرافة؛
ولكن من يرجع إلى الشعر الجاهلي يجد فيه الفخر باليمنية والقحطانية والعدنانية والمضرية، كما يجد فيه العصبيات مشتعلة بين القبائل على أساس الاشتراك في الدم وفي أب واحد أو أم واحدة، ومن التحكم أن نجري وراء ظنون لا دليل عليها. وحقًّا اختلف النسابون في أصل بعض القبائل وهل هي عدنانية أو قحطانية مثل خُزاعة وقضاعة وخَشعم؛ ولكنه اختلاف محدود، والرأي الصحيح أن هذه القبائل قحطانية. ومن الثابت الذي لا شك فيه أن القحطانيين هاجروا بتأثير ظروف اقتصادية وسياسية إلى الشمال، وأن هذه الهجرات بدأت منذ أزمان مبكرة؛ فقد كان المعينيون على ما يظهر يضعون حاميات في طرق قوافلهم التجارية، ولما ضعفت الدول الحميرية: دولة سبأ وذي ريدان وحضرموت واليمنات هاجر كثير من [1] راجع في ذلك تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي 1/ 220 وما بعدها وتاريخ الأدب العربي لبلاشير 1/ 21 وما بعدها والفصل الأول من كتاب سميث: kinship and Marriage in Early Arabia.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 55