نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 43
وعمرو هو ممدوح حسان بن ثابت؛ فقد كان ينزل به وبغيره من أمراء الغساسنة، وله فيه مطولة مشهورة يقول في تضاعيفها[1].
أولاد جَفْنَةَ حول قَبْر أبيهمُ ... قبر ابن ماريةَ الكريم المُفْضِل
بِيضُ الوجوه كريمةٌ أحسابهم ... شم الأنوف من الطراز الأولِ.
وعلى نحو ما كان ينزل به كان ينزل بجبلة بن الأيهم الذي لحق الفتوح الإسلامية، وحارب في صفوف الروم، ثم أسلم، وعاد فتنصر في عهد عمر بن الخطاب، ورحل إلى بيزنطة، ويقال: إنه حين أسلم دخل المدينة في موكب حافل من حاشيته، وكان يضع على رأسه تاج أجداده تزينه لؤلؤتان كانتا فيما مضى قرطين لأم الحارث بن جبلة.
وفي أخبار الغساسنة المتأخرين ما يدل على أنهم كانوا يصيبون حظوظًا من الترف والنعيم؛ فقد وصف حسان بن ثابت مجلسًا من مجالس جبلة بن الأيهم، فقال: "لقد رأيت عشر قيان: خمس روميات يغنين بالرومية بالبرابط، وخمس يغنين غناء أهل الحيرة ... وكان يفد إليه من يغنيه من العرب من مكة وغيرها، وكان إذا جلس للشراب فُرش تحته الآس والياسمين وأصناف الرياحين، وضُرب له العنبر والمسك في صحاف الفضة والذهب، وأتي بالمسك الصحيح في صحاف الفضة، وأوقد له العود المندى إن كان شاتيًا، وإن كان صائفًا بطِّن بالثلج وأتي هو وأصحابه بكساء صيفية، يتفضل هو وأصحابه بها في الصيف، وفي الشتاء الفِراء الفنَك وما أشبهه. ولا والله ما جلست معه يومًا قط إلا خلع عليَّ ثيابه التي عليه في ذلك اليوم2".
ويقابل الغساسنة في الشام المناذرة[3] في العراق، وهم من لَخْم، ويعود بها النسابون إلى أصل يمني، هي وبعض قبائل عربية نزلت هناك مثل تنوخ. وقد [1] ديوان حسان " طبعة ليدن" ص16.
2 أغاني "ساسي" 16/ 14. [3] انظر في المناذرة تاريخ العرب قبل الإسلام لجواد علي 4/ 5- 117، وتاريخ العرب "مطول" لفيليب حتى "الترجمة العربية" 1/ 107 ومحاضرات في تاريخ العرب لصالح أحمد العلي 1/ 15 وما بعدها.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 43