responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 259
وما تجمَّع عليه من البلاء، وهي ذات الرقم الحادي عشر في ديوانه، وفيها يقول:
أرانا مُوضِعين لأمر غَيْبٍ ... ونُسْحَر بالطعام وبالشراب1
عَصافيرٌ وَذِبّانٌ وَدودٌ ... وَأَجرَأُ مِن مُجَلَّحَةِ الذِئابِ2
وَكُلُّ مَكارِمِ الأَخلاقِ صارَت ... إِلَيهِ هِمَّتي وَبِهِ اِكتِسابي
فَبَعضَ اللومِ عاذِلَتي فَإِنّي ... سَتَكفيني التَجارِبُ وَاِنتِسابي
إِلى عِرقِ الثَرى وَشَجَت عُروقي ... وَهَذا المَوتُ يَسلِبُني شَبابي3
وَنَفسي سَوفَ يَسلِبُها وَجِرمي ... فَيُلحِقَني وَشيكًا بِالتُرابِ
أَلَم أَنضِ المَطِيَّ بِكُلِّ خَرقٍ ... أَمَقِّ الطولِ لَمّاعِ السَّرابِ4
وَأَركَبُ في اللَهامِ المُجرِ حَتّى ... أَنالَ مَآكِلَ القُحمِ الرِغابِ5
وَقَد طَوَّفتُ في الآفاقِ حَتّى ... رَضيتُ مِنَ الغَنيمَةِ بِالإِيابِ
أَبَعدَ الحارِثِ المَلِكِ اِبنِ عَمروٍ ... وَبَعدَ الخَيرِ حُجرٍ ذي القِبابِ6
أُرَجّي مِن صُروفِ الدَهرِ لينًا ... وَلَم تَغفَل عَنِ الصُمِّ الهِضابِ 7
وَأَعلَمُ أَنَّني عَمّا قَليل ... سَأَنشِبُ في شَبا ظِفرٍ وَنابِ 8
كَما لاقى أَبي حُجرٌ وَجَدّي ... وَلا أَنسى قَتيلًا بِالكُِلابِ9
فقد ضاع منه الماضي بكل أحلامه، وهو ينظر أمامه في الأفق البعيد بل القريب، فلا يرى إلا وادي العدم الذي يشد إليه الناس جميعًا رحالهم، وهم

1 موضعين: مسرعين. لأمر غيب: يريد الموت المغيب. ونسحر بالطعام: نتلهى ونخدع.
2 مجلحة الذئاب: المصممة التي لا ترجع عما تريد.
3 وشجت: اشتبكت واتصلت. ويشير بعرق الثرى إلى آبائه الذين ماتوا.
4 أنض: أهزل بطول الرحلة. أخرق: الفلاة. أمق الطول: واسع الطول.
5 اللهام: الجيش الكثيف. المجر: الكثير. المأكل هنا: الغنائم، القحم: جمع قحمة من الاقتحام ويريد التزاحم في شدة الرغاب: الواسعة.
6 القباب: الخيام الكبيرة.
7 الصم المصمتة: الجبال. الهضاب: الصلبة.
8 شبا كل شيء: حده. أنشب: أعلق.
9 قتيل موقعة الكلاب هو عمه شرحبيل.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 259
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست