نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 245
نحن إذن بإزاء شاعر زُيفت أخباره وزيف عليه كثير من أشعاره، ولذلك ينبغي أن نتلقى رواية الأصمعي بغير قليل من الحذر والاحتراس، وأول ما يلقانا فيها معلقته، وهي بين المعلقات التي يقال إن حمادًا أول من رواها؛ غير أن روايته لها شُفعت بروايات أخرى لرواة موثقين؛ فقد رواها المفضل الضبي ورواها الأصمعي إلا أنه أنكر منها أربعة أبيات، وهي التي تبتدي بقوله:
وقِرْبَة أقوامٍ جعلت عصامَها ... على كاهل مني ذَلولٍ مُرَحََّلِ1
لأنها لا تشاكل شعره؛ إنما تشاكل شعر الصعاليك، ومن ثَمَّ نسبها بعض الرواة إلى تأبط شرًّا[2]. وتليها قصيدته "ألا عِمْ صباحا أيها الطلل البالي" وهي من روح القصيدة السابقة، ولم يشك فيها الرواة؛ فهي وثيقة عند المفضل الضبي والأصمعي وأبي عبيدة، ولذلك كنا نثبتها له. أما القصيدة الثالثة "خليلي مُرَّا بي على أم جندب" التي يقال إنه نظمها استجابة لزوجته أم جندب حتى تحكم بينه وبين علقمة الفحل أيهما أشعر؛ فإن القدماء شكوا فيها واتهموها هي وما يطوى فيها من قصة أم جندب[3] على أن من الرواة من لاحظ أنها اختلطت بقصيدة على وزنها ورويها لعلقمة بن عبدة[4]، ولعل هذا هو الذي جعل بعض الرواة يصنع قصة المعارضة وأن أم جندب حكمت بين الشاعرين، غير ملاحظين أن علقمة كان يعيش في أوائل القرن السابع، فهو ليس من معاصري امرئ القيس.
والقصيدة الرابعة "سما لك شوق بعد ما كان أقصرا" تصف رحلته إلى قيصر وصفًا مسهبًا، ويكفي ذلك لردها لأن كل ما يتصل بهذه الرحلة مما وضعه ابن الكلبي وأضرابه. وشك الأصمعي نفسه في القصيدة الخامسة "أعني على برق أراه وميض" وقال إنها تنسب في بعض الروايات لأبي دؤاد الإيادي[5]. ويمكن أن تقبل القصيدة السادسة "غشيت ديار الحي بالبكرات" وربما كانت مما قاله بعد مقتل أبيه. أما القصيدة السابعة "ألا إن قومًا كنتم أمس دونهم" وهي في مديح عُوَيْر بن
1 عصام القربة: الحبل الذي تحمل به، مرحل: تعود الرحلة. [2] انظر ديوان امرئ القيس: "طبع دار المعارف" ص372. [3] الموشح ص30. [4] ديوان امرئ القيس: ص381 وانظر كتاب الخيل لأبي عبيدة ص136. [5] الديوان: ص72.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف جلد : 1 صفحه : 245