responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 170
من أن القصائد أصابها بعض التغيير أثناء سفرها الطويل من الجاهية إلى عصر التدوين؛ فقد يستبدل الراوي كلمة بأخرى ترادفها، وقد يغيب عن ذاكرته بعض الأبيات، وقد يخالف في ترتيب أبيات القصيدة فيقدم فيها أو يؤخر؛ غير أن ذلك لا يخل بصحة ما حمله ورواه العلماء الثقات الذين نصوا على المنتحل المصنوع على نحو ما يصور لنا ذلك كتاب طبقات فحول الشعراء لابن سلام.
وإذا تركنا المستشرقين إلى العرب المحدثين والمعاصرين؛ وجدنا مصطفى صادق الرافعي يعرض هذه القضية -قضية الانتحال في الشعر الجاهلي- عرضًا مفصلًا في كتابه "تاريخ آداب العرب" الذي نشره في سنة 1911؛ ولكنه لا يتجاوز في عرضه -غالبًا- سَرْدَ ما لاحظه القدماء[1] ونحن نحمد له استقصاءه لملاحظتهم كما نحمد له ما وقف عنده من شعر الشواهد للمذاهب النحوية والكلامية؛ فقد لاحظ ما دخل هذا الشعر من بعض الوضع، وهو وضع سجله القدماء أنفسهم ولم يفتهم التنبيه عليه.
وخلف مصطفى الرافعي طه حسين فدرس القضية دراسة مستفيضة في كتابه "الشعر الجاهلي" الذي أحدث به رجة عنيفة أثارت كثيرين من المحافظين والباحثين فتصدوا للرد عليه. ولم يلبث أن ألف مصنفه "في الأدب الجاهلي" الذي نشره في سنة 1927 وفيه بسط القول في القضية بسطًا أكثر سعة وتفصيلًا؛ إذ زودها ببراهين جديدة، وقد خصص لها في مصنفه أربعة كتب، هي الكتاب الثاني والثالث والرابع والخامس، ونراه يعني في الكتاب الثاني ببيان الأسباب التي تحمل على الشك في الشعر الجاهلي، ويقدم بين يديها نتيجة بحثه فيقول: "إن الكثرة المطلقة مما نسميه أدبًا جاهليًّا ليست من الجاهلية في شيء؛ وإنما هي منتحلة بعد ظهور الإسلام؛ فهي إسلامية تمثل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهم أكثر مما تمثل حياة الجاهليين. وأكاد لا أشك في أن ما بقي من الأدب الجاهلي الصحيح قليل جدًّا، لا يمثل شيئًا ولا يدل على شيء، ولا ينبغي الاعتماد عليه في استخراج الصورة الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي2".

[1] انظر الطبعة الثانية من هذا الكتاب ص 277 وما بعدها.
2 في الأدب الجاهلي "الطبعة الأولى " ص 64.
نام کتاب : تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي نویسنده : شوقي ضيف    جلد : 1  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست