نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر جلد : 1 صفحه : 170
فأمره بوصف ذلك الموضع الذي تحب، إليه ركاب القلوب وتوضع، فقال بديهاً:
يا منظراً إن نظرت بهجته ... ذكرني حسن جنة الخلد
تراب مسكٍ وجو عنبرةٍ ... وغيم بد وطل ما ورد
والماء كاللازورد قد نظمت ... فيه اللآلي فواغر الأسد
كأنما جائل الحباب به ... يلعب في جانبيه بالنرد
تراه يزهو إذ يحل به المأمون زهو الفتاة بالعقد
تخاله إن بدا به قمراً ... تماً بدا في مطالع السعد
كأنما ألبست حدائقه ... ما حاز من شيمةٍ ومن مجد
كأنما جادها وأمطرها ... بوابلٍ من يمينه رغد
وأخبرني الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن الفضل المقدسي
قال: أخبرني أبو محمد عبد الله بن مروان بن أبي الحجاج بن علي القضاعي، قال: اقترحت على أبي محمد عبد الجبار بن أبي بكر بن حمديس الصقلي الأزدي، وقد وقف ليود عنى، وكنت عازماً على سفر أن يصنع لي أبياتاً غزلية في الوداع فصنع في الحال، وقال:
ولما رأت طير الفراق نواعباً ... وقد هم بالتوديع كل مودع
شكت ما شكا المخزون من غربة النوى ... وأبكت لها عيني غزالٍ مروع
ولم أر في خد يزرر قبلها ... من الغيد شمساً في غمامة برقع
وقد سفرت عن برقع عبر الأسى ... لعيني بها عن وجد قلب مفجع
وأقبل در البحر من فوق نحرها ... يصافحه من خدها در مدمعي
فيارب إن البين أخنت صروفه ... علي ومالي من معينٍ فكن معي
على قرب عذالي وبعد أحبتي ... وأمواه أجفاني ونيران أضلعي
قال علي بن ظافر
وبالإسناد المتقدم روى ابن بسام في كتاب الذخيرة ما معناه، قال: دخل الوزير أبو العلاء زهر بن الوزير أبي مروان عبد الملك بن زهر، على الأمير عبد الملك بن رزين في مجلس أنس وبين يديه ساق يسقي خمرين من كأسه ولحظه، ويبدي من حبابه ولفظه، وقد بدا عذاره في صفحة خده، وكمل حسنة باجتماع الضد مع ضده، فكأنه بسحر لحظه أبدي ليلا في شمس، وجعل يومه في الحسن أحسن من أمس، فسأله ابن رزين أن يصنع فيه، فقال بديهاً:
نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر جلد : 1 صفحه : 170