responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر    جلد : 1  صفحه : 15
وأصبح بطن مكة مقشعراً ... كأن الأرض ليس بها هشام
فأقبل علي، وقال: يا أخا بني مخزوم، إن بلدة نتج بها عبد المطلب، وبعث منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستقر بها بيت الله عز وجل لحقيقة بألا تقشعر لهشام، وإن أشعر من هذا البيت وأصدق قول الذي يقول:
إنما عبد منافٍ جوهر ... زين الجوهر عبد المطلب
فأقبلت عليه وقلت: يا أخا بني هاشم، وإن أشعر من صاحبك الذي يقول:
إن الدليل على الخيرات أجمعها ... أبناء مخزوم للخيرات مخزوم
فقال: أشعر والله من صاحبك الذي يقول:
جبريا أهدى لنا الخيرات أجمعها ... إذ أم هاشم لا أبناء مخزوم
فقلت في نفسي: غلبني والله، ثم حملني الطمع في انقطاعه على مخاطبتي، فقلت: بل أشعر منه الذي يقول:
أبناء مخزومٍ الحريق إذا ... حركت نيرانه ترى ضرما
يخرج منه الشرار مع لهبٍ ... من حاد عن حره فقد سلما
فوالله ما تلعثم إلى أن أقبل بوجهه وقال: أشعر من صاحبك يا أخا بني مخزوم الذي يقول:
هاشم بحر إذا همى وطمى ... أخمد حر الحريق واضطرما
واعلم وخير المقال أصدقه ... بأن من رام هاشماً هشما
فقال: يا أمير المؤمنين! فتمنيت والله أن الأرض ساخت بي، ثم تجلدت وقلت: يا أخا بني هاشم، أشعر من صاحبك الذي يقول:
أبناء مخزوم أنجم طلعت ... للناس تجلو بنورها الظلما
تجود بالنيل قبل تسأله ... جوداً هنيئاً وتضرب البهما
فأقبل على أسرع من البرق، وقال: أشعر من صاحبك وأصدق الذي يقول:
هاشم شمس بالسعد مطلعها ... إذا بدت أخفت النجوم معاً
اختار منها ربي النبي فمن ... قارعنا بعد أحمدٍ قرعا
فاسودت الدنيا في عيني، وأدبر بي، وانقطعت فلم أحر جواباً، فقلت: يا أخا بني هاشم، إن كنت تفخر علينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فما تسعنا مفاخرتك، فقال: كيف لا أم لك! والله لو كان منك لفخرت به علي، فقلت: صدقت وأستغفر الله،

نام کتاب : بدائع البدائه نویسنده : الأزدي، ابن ظافر    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست